للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأنفذ إلى ولده سيف الدين محمد النائب فيه باعتداد ما يحتاج إليه وتلقى مجير الدين بما يجب له فخرج إليه في بعض أصحابه ومعه المفاتيح فوفاه ما يجب له من الاعظام وأجلى الحصن من الرجال ودخل إليه في خواصه. فسر بذلك وتعجب من فعل مجاهد الدين وشكره على ذلك وقدم إليه ما أعده من القرد والتحف وعاد عنه شاكراً إلى مخيمه على بصرى وحاربها عدة أيام إلى أن استقر الصلح والدخول فيما أراد وعاد إلى البلد. وفي أوائل شعبان من السنة وردت الأخبار بوفاة السلطان غياث الدنيا والدين مسعود ابن السلطان محمد وفي العشر الأول من شوال من السنة الموافق للعشر الأول من تشرين الثاني تغير الماء والهواء في دمشق وعرض لأهلها الحمى والسعال بحيث عم الخاص والعام والشيوخ والشباب والأطفال بحيث وقع الزحام على حوانيت العطارين لتحصيل المغلي. وحكى الحاكي أن بعض العطارين أحصى ما باعه في يوم فكان ثلاثمائة وثمانين صفةً والسالم منه والمعفى الأكثر وما يقيم هذا المرض بالانسان أكثر من الاسبوع ودونه ويمضي من قضى أجله وضعف أمر المغسلين والحفارين واحتيج إليهم لكثرة الموتى وفي يوم السبت الرابع وعشرين من شوال من السنة توفي الأمير سعد الدولة أبو عبد الله محمد بن المحسن بن الملحي رحمه الله ودفن في مقابر الكهف وكان فيه اذب وافر وكتابة حسنة ونظم جيد وتقدم والده في حلب في التدبير والسياسة وعرض الأجناد