جوهراً مدبره والمشار إليه في الأمور وتنفيذها بين يديه ونزل إلى السرداب الذي اتخذه وأقام فيه سنة فكانت المغاربة إذا رأوا غماماً سايراً ترجلوا إلى الأرض وأومؤا إليه بالسلام بقدر ذاك. ثم خرج بعد ذلك وجلس للناس فدخلوا إليه على طبقاتهم وخدموه بأدعيتهم وما أقام على هذه الحال إلا مديدةً واعتل علته التي قضى فيها نحبه. وقام العزيز بالله في منصبه وقد كان الفتكين والقرامطة يكاتبونه بأنهم قاصدون الشام إلى أن وافوا إلى دمشق في سنة ٣٦٥ وكان الذي وافى منهم اسحق وكسرى وجعفر فنزلوا على ظاهر دمشق نحو الشماسية ووافى معهم كثير من العجم وأكرمهم الفتكين وحمل إليهم الميرة وخرج نحوهم وأقاموا على دمشق أياماً ورحلوا متوجهين إلى الرملة. وكان أبو محمود إبراهيم بن جعفر لما عرف خبرهم تحصن بيافا فلما نزلوا الرملة شرعوا في القتال ولما أمن الفتكين من ناحية مصر والرملة عمل على أخذ ثغور الساحل وسار فيمن اجتمع إليه ونزل صيدا فكان بها ابن الشيخ والياً ومع رؤوس من المغاربة ومعهم ظالم بن موهوب العقيلي الذي تقدم