ذكره في دمشق فقاتلوه وكانوا في كثرة وطمعوا في الفتكين وامتدوا خلفه ونزل على نهر وطفت الرعية من صيدا وخرج منهم خلق كثير وقال الفتكين لساقة العسكر: اطلبوا طريق بانياس وتبعوهم. فحملت عليهم الأتراك ورمتهم المغاربة بالحرب فلقوهم بالصدور واقلبوا باللتوت عليهم وداسوهم بالخيل عليها التجافيف فانهزموا وأخذهم السيف وكان ظالم بن موهوب معهم فانهزم إلى صور وأحصي القتلى فكانوا أربعة ألف وطمع في أخذ عكا وتوجه نحوها. وقد كان العزيز بالله كاتب الفتكين بمثل ما كاتبه به المعز لدين الله من الاستمالة ووعده بالاصطناع وأخذت عليه البيعة وظهرت منه الطاعة فأجابه فيه جواباً فيه بعض الغلظة وقال: هذا بلد أخذته بالسيف وما أدين فيه لأحد بطاعة ولا أقبل منه أمراً. وغاظ العزيز هذا الجواب منه وأحفظه واستشار أبا الفرج يعقوب بن يوسف بن كلس وزيره فيما يدبر أمر