اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} [البقرة: ١٩٦] ، فالإحرام ورد هنا مرتين، إحداهما: التحليل من الإحرام بسبب الحصر، وهو المنع من حضور يوم عرفة بمرض أو عدو أو عجز عن السفر أو غير ذلك، فلا يجوز التحلل من الإحرام إلابعد ذبح الهدي في الحرم أو في مكان الإحصار وبعد الحلق أو التقصير، وثانيهما: في نسك التمتع، وهو المتمتع، الذي أحرم بالعمرة في وقت الحج، ثم تحلل من الإحرام واستمتع بما يستمتع به غير المحرم من الطيب والنساء وغيرها، فعليه ما تيسر من الهدي، ثم يحرم بعد ذلك للحج قبيل عرفة.
ولباس الإحرام المكون من الرداء والإزار أفضل وسيلة للحاج يتخذها الإنسان في لبسه لحماية نفسه من المرض، ووقايتها من العدوى، لأن هذا الزي ليس به من الثنايا والغرز والمنحنيات، التي تحتوي على الجراثيم والحشرات، كما به من الفتحات التي تعرض الجسم دائمًا للهواء المتجدد، وخاصة إذا كان وقت الحج في غير فصل الشتاء من السنة، وفي الزحام الشديد في جميع الأحيان.
ثانيًا: السعي بين الصفا والمروة:
أما السعي بي الصفا والمروة سبع مرات فقد صوره القرآن الكريم في قوله تعالى:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}[البقرة: ١٥٨] ، فالسعي بين الصفا والمروة سبع مرات يبدؤه الساعي بالصفا إلى المروة، وتحسب هذه مرة، ومن المروة إلى الصفا وتحسب هذه ثانية، وهكذا حتى ينتهي في الشوط السابع بالمروة، وفي خلال ذلك يتذكر الإنسان قدرة الخالق وإعجازه، فقد سعت هاجر أم