للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يَا إِبْرَاهِيمُ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ، وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [الصافات: ١٠٢- ١٠٧] ، ثم يتذكر الحاج الذبيح الثاني وهو عبد الله بن عبد المطلب أبو خاتم الأنبياء والمرسلين، حين افتداه زعماء مكة بذبح مائة من الإبل، لأن جده عبد المطلب حين تكاثر أبناءه أخذ على نفسه نذرًا أنه إذا رُزق بولد آخر وهو عبد الله فإنه سيقدمه قربانًا لنذره، فكان نبينا -صلى الله عليه وسلم- "وليد الذبيحين".

وحي الحلق والتقصير:

بعد رمي جمرة العقبة الكبرى في صبيحة النحر، وبعد تقديم الهدي والأضحية، وقبل أن يتجرَّد من لباس الإحرام، يردّ الحاج مرة أخرى كيد الشيطان بطريق محسوس في فرحة وطهر، فيتجرد عن شعره بالحلق، أو يتخلَّى عنه بالتقصير، وينتزع جسده الطاهر من شعر رأسه كما محا الله -سبحانه وتعالى- عنه ذنبه، وجرده من أوزاره، لأنه عاد من عرفة طاهرًا من ذنوبه "كيوم ولدته أمه"، واليوم يتجرد من الشعر وثياب الإحرام ليعود إلى ما جرى عليه العرف بين الناس من التزين بألوان الزينة ومختلف الثياب، قال تعالى: {وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} [البقرة: ١٩٦] .

<<  <   >  >>