وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ، فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [البقرة: ١٩٩- ٢٠٢] ، فينطلق الحاج بعد رمي الجمرة الكبرى يوم النحر إلى آخر أركان الحج وهو "طواف الإفاضة" ثناء على الله تعالى وشكرًا له على أن هداه لمغفرته ورضوانه.
وحي الجمرات والأضحية والهدي:
في يوم عيد الأضحى وأيام التشريق الثلاثة في منى حين ترمي الجمرات الثلاث يتأمل الحاج هذا الموقف؛ فيتذكر جهاد النفس مع هواها ومع الشيطان في كل حين، فهو يجري من النفس "كمجرى الدم من العروق" لينتصر عليه ويرد كيده ويحبط ألاعيبه، كما انتصر عليه في مواقع الجمرات الثلاث خليل الله إبراهيم -عليه السلام- وولده إسماعيل عليه السلام، وهو في كل مرة يصرفه عن ذبح فلذة كبده كما أراه تعالى في رؤيا الأنبياء الصادقة، ولم يتردد لحظة، بل ازداد في كل موقع منها تصميمًا وإصرارًا، حتى وضع السكين وحزَّه بشدة تنفيذًا لأمر ربه، وإذا بكبش الأضحية والفداء، ينزل من السماء ليفتدي به ابنه جزاء للصابرين والمحسنين، فكانت شريعة الأضيحة والفداء والهدي لمن ترك واجبًا من واجبات الحج، قال تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ، فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ، وَنَادَيْنَاهُ أَنْ