وقد رعي النبي -صلى الله عليه وسلم- الغنم قبل النبوة، واشتغل بالتجارة لخديجة أم المؤمنين -رضي الله عنه، وأن الصحابة كانوا عمال أنفسهم، وأن المهاجرين كان يشغلهم الصفق في الأسواق "رواه البخاري ٤/ ٢٨٧"، ولعناية الإسلام بالعمل والإنتاج، واهتمامه بهما، وضع القيم الإسلامية، وشرع الأخلاق التشريعية لضبط العمل والسمو بالإنتاج، وهذه الضوابط الأخلاقية في العمل والإنتاج من أهمها:
من خلق الإسلام أن يحث المعدم على العمل بساعده وجهده بقدر طاقته، ليحصل رزقه ويضمن عيشه، فدفعه إلى العمل، ونفره من العجز والكسل، ونهاه عن التسول والسؤال والاستجداء، قال صلى الله عليه وسلم:"لا يزال الرجل يسأل حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم""رواه البخاري ومسلم"، ويقول أيضًا:"لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة من الحطب على ظهره فيكف بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس أعطوه أم منعوه""رواه البخاري"، ومن خلق الإسلام أيضًا أن يحث المسلم على النشاط والعمل، وينهاه عن الاستسلام لهموم الدين، وعن القعود لغلبة الحاجة، وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم:"المعدة بيت الداء، والحية رأس الدواء"، وهذا هو البلسم الشافي، الذي عالج به النبي صاحبه "أبا أمامه"، حينما أثقلته الهموم وغلبته الديون، فقال له:"ألا أعلمك كلمات إذا قلتها قضي الله دينك وفرج عنك"، قلت: بلى يا رسول الله، قال:"اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال".
ومن خلق الإسلام أيضًا ألا يكون المعدم عالة على غيره، مهما