للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} [سبأ: ٣٧] ، ومن خلق الإسلام الإخلاص في العمل، ليوفيه حقه، فقد وعد الله المخلصين في أعمالهم بمضاعفة الأجر: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} [الكهف: ٣٠] ، وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أ؛ دكم عملًا أن يتقنه"، وقال أيضًا: "الخازن الأمين الذي يؤدي ما أمر به طيبة به نفسه أحد المتصدقين" "رواه الطبراني"، ومن خلق الإسلام في العمل والإنتاج أن يوفي العامل شروط عقد العمل التي اتفق عليها، قال صلى الله عليه وسلم: "المسلمون على شروطهم إلا شرطًا حرم حلالًا أو أحل حرامًا" "رواه الطبراني"، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: ١] .

ومن خلق الإسلام في العمل والإنتاج، أنه حث المسئول على محاسبته ومساءلته، فلا يترك العامل وهواه حتى لا تجرفه الشهوة إلى الخطأ وموارد الهلاك، فالإيمان يرغبه في مرضاة الله عز وجل، ويحذِّره من عذابه وسخطه، والراعي يحاسبه إن قصر في عمله، أو أهمل واجبه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما أهلك من كان قبلكم إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد"، وقال أيضًا: " من استعملناه منكم على عملم فكتمنا مخيطًا فما فوقه فهو غلول يأتي به يوم القيامة"، فقام رجل من الأنصار أسود -كأني أنظر إليه- فقال يا رسول الله: أقبل عني عملك، "قال: وما ذلك؟ " قال: سمعتك تقول كذا وكذا، فقال رسول الله: "وأنا أقوله الآن: ألا من استعملناه على عمل فليجئ بقليله وكثيره، فما أعطي منه أخذ، وما نهي عنه انتهى" "رواه مسلم وأبو داود"، وعن أبي حميد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

<<  <   >  >>