للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كِذْبَاتُهُ الثَّلَاثُ الْمَنْصُوصَةُ فِي الْقُرْآنِ مِنْهَا اثْنَتَانِ قوله «إِنِّي سَقِيمٌ «١» » «بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا «٢» » وَقَوْلُهُ «٣» لِلْمَلِكِ عَنْ زَوْجَتِهِ إِنَّهَا أُخْتِي.

فَاعْلَمْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ أَنَّ هَذِهِ كُلَّهَا خَارِجَةٌ عَنِ الْكَذِبِ، لَا فِي الْقَصْدِ وَلَا فِي غَيْرِهِ.. وَهِيَ دَاخِلَةٌ فِي بَابِ الْمَعَارِيضِ «٤» الَّتِي فِيهَا مَنْدُوحَةٌ «٥» عَنِ الْكَذِبِ «٦» .. أَمَّا قَوْلُهُ «إِنِّي سَقِيمٌ «٧» »

فَقَالَ الْحَسَنُ «٨» وَغَيْرُهُ: مَعْنَاهُ «سَأَسْقَمُ» أَيْ إِنَّ كُلَّ مَخْلُوقٍ مُعَرَّضٌ لِذَلِكَ فَاعْتَذَرَ لِقَوْمِهِ مِنَ الْخُرُوجِ مَعَهُمْ إِلَى عِيدِهِمْ بِهَذَا.

وَقِيلَ: «بَلْ سَقِيمٌ بِمَا قُدِّرَ عَلَيَّ مِنَ الْمَوْتِ» .

وَقِيلَ: «سَقِيمُ الْقَلْبِ بِمَا أُشَاهِدُهُ «٩» مِنْ كُفْرِكُمْ وَعِنَادِكُمْ» .

وَقِيلَ: بَلْ كَانَتِ الْحُمَّى تَأْخُذُهُ عِنْدَ طُلُوعِ نجم معلوم.. فلما


(١) «.. فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ. الصافات آية رقم «٨٩» .
(٢) «.. قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ. الانبياء (٦٣) .
(٣) وهذه الذي ذكرت في الحديث.
(٤) معاريض: جمع معراض وهو من التعرض خلاف التصريح. وهو نوع من الكناية كالتورية بأن يتكلم ما يوهم خلاف مراده
(٥) مندوحة: أي سعة من ندح أي توسع وهي بكسر الميم
(٦) وفي الحديث الذي رواه البخاري في الادب المفرد مسندا موقوفا (أي في معاريض الكلام مندوحة عن الكذب) واخرجه الطبراني والبيهقي من طريق آخر عن قتادة مرفوعا. وحسنه العراقي.
(٧) الصافات آية رقم «٨٩» .
(٨) تقدمت ترجمته في ج ١ «٦٠» رقم «٨» .
(٩) وفي نسخة بما (شاهدته) .

<<  <  ج: ص:  >  >>