للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَنَّ الصَّوَابَ وَالْأَوْلَى كَانَ- لَوْ «١» كُشِفَ لَكَ «٢» حَالُ الرَّجُلَيْنِ- الْإِقْبَالُ عَلَى الْأَعْمَى «٣» .

وَفِعْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا فَعَلَ، وَتَصَدِّيهِ لذاك الْكَافِرِ، كَانَ طَاعَةً لِلَّهِ، وَتَبْلِيغًا عَنْهُ، وَاسْتِئْلَافًا لَهُ، كَمَا شَرَعَهُ اللَّهُ لَهُ، لَا مَعْصِيَةً ومخالفة لَهُ.

- وَمَا قَصَّهُ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ إِعْلَامٌ بِحَالِ الرَّجُلَيْنِ، وَتَوْهِينِ أَمْرِ الْكَافِرِ عِنْدَهُ، وَالْإِشَارَةِ إِلَى الْإِعْرَاضِ عَنْهُ بِقَوْلِهِ: «وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى» .

وَقِيلَ: (أَرَادَ «بِعَبَسَ» «وَتَوَلَّى» الْكَافِرَ الَّذِي كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ: أَبُو تَمَّامٍ «٤» ) .

وَأَمَّا قِصَّةُ آدَمَ عليه السلام وقوله تعالى: «فَأَكَلا مِنْها «٥» »


(١) وفي نسخة ما لو كشف.
(٢) وفي نسخة له.
(٣) وهو عبد الله بن أم مكتوم أسلم قديما بمكة قبل الهجرة وكان مع النبي صلّى الله عليه وسلم بمكة والمدينة وكان فقد البصر.
(٤) أبو تمام: حبيب بن أوس الطائي.. ولد بقرية جاسم من اعمال حوران ثم ذهب الى مصر وصار يعمل في مسجد عمرو بن العاص ساقيا للماء ومستمعا لحلقات العلم والادب حتي نبغ في الشعر وكان حاضر البديهة سريع البادرة درس العلوم وتعمق فيها فظهر اثر ذلك على شعره حتى قيل عنه (أبو تمام والمتنبي حكيمان والشاعر البحتري) . وهو اظهر من هز عمود الشعر.. وله اختيار جميل من أشعار العرب سماه (الحماسة) قيل عنه أن أبا تمام في اختياره اشعر منه في اشعاره) والمصنف ينقل عن عالم من علماء طليطلة يسمى الابهري ويلقب بأبي تمام والاكثر انه المقصود هنا لا الشاعر الاديب
(٥) «فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ.. سورة طه اية (١٢١)

<<  <  ج: ص:  >  >>