للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقِيلَ: «إِلْقَاؤُهُ فِي التَّابُوتِ «١» وَالْيَمِّ «٢» » وَغَيْرِ ذَلِكَ.

وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَخْلَصْنَاكَ إِخْلَاصًا «٣» قَالَهُ ابْنُ جُبَيْرٍ «٤» وَمُجَاهِدٌ «٥» مِنْ قَوْلِهِمْ: «فَتَنْتَ الْفِضَّةَ فِي النَّارِ» إِذَا خَلَّصْتَهَا. وَأَصْلُ «الْفِتْنَةِ مَعْنًى» الِاخْتِبَارُ وَإِظْهَارُ مَا بَطَنَ إِلَّا أَنَّهُ اسْتُعْمِلَ فِي عُرْفِ الشرع في اختيار أَدَّى إِلَى مَا يُكْرَهُ.

وَكَذَلِكَ مَا رُوِيَ فِي الْخَبَرِ الصَّحِيحِ «٦» مِنْ أَنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ جَاءَهُ فَلَطَمَ عَيْنَهُ فَفَقَأَهَا..

الْحَدِيثَ لَيْسَ فِيهِ ما يحكم على موسى عليه السلام بالتعدي وفعل ما لا يجب.. إِذْ هُوَ ظَاهِرُ الْأَمْرِ، بَيِّنُ الْوَجْهِ، جَائِزُ الْفِعْلِ، لِأَنَّ مُوسَى دَافَعَ عَنْ نَفْسِهِ مَنْ أَتَاهُ لِإِتْلَافِهَا.. وَقَدْ تُصُوِّرَ لَهُ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ، وَلَا يُمْكِنُ أَنَّهُ عَلِمَ حِينَئِذٍ أَنَّهُ ملك


النبي صلّى الله عليه وسلم وضعته أمه في صندوق وألقته في النيل فدخل بيت فرعون فالنقطه ال فرعون واستوهبته امرأته آسية وكان له معه ما اشتهر من ذلك وهو المراد بالفتون أي ما وقع له من الشدائد حتى نبأه الله واتخذه كليما وصفيا وسمته اسية حين اتخذته وليدا موسى ومعناه ماء شجر بالقبطية لانه وجد في صندوق ملقى في الماء.
(١) التابوت: أي الصندوق التي اتخذته له أمه من خشب والذي صنعه لها حزقيل وهو مؤمن آل فرعون.
(٢) اليم: البحر والمراد به النيل.
(٣) أي ابتليناه بأمور شاهدتها قدرة الله تعالى ولطفه حتى صار صفوة له خالصا من كل أمر لا يليق برسله عليهم السلام فقربه واصطفاه لان الفتنة أصل معناها أن يذاب الذهب حتى يصفى.
(٤) تقدمت ترجمته في ج ١ ص (٥٨) رقم (٤) .
(٥) تقدمت ترجمته في ج ١ ص (٧٠) رقم (١) .
(٦) الذي رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه كما قاله السيوطي رحمه الله تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>