للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَبَيَّنَ «١» اللَّهُ عَلَيْهِ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهِ الَّذِينَ وَعَدَهُ بِنَجَاتِهِمْ لِكُفْرِهِ، وَعَمَلِهِ، الَّذِي هُوَ غَيْرُ صَالِحٍ، وَقَدْ أَعْلَمَهُ أَنَّهُ مُغْرِقُ الَّذِينَ ظَلَمُوا، وَنَهَاهُ عَنْ مُخَاطَبَتِهِ فِيهِمْ، فَأُوخِذَ بِهَذَا التَّأْوِيلِ، وَعَتَبَ عَلَيْهِ، وَأَشْفَقَ هُوَ مِنْ إِقْدَامِهِ عَلَى رَبِّهِ لِسُؤَالِهِ مَا لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فِي السُّؤَالِ فِيهِ.

وَكَانَ نُوحٌ- فِيمَا حَكَاهُ النقاش «٢» - لا يعلم بكفرابنه وَقِيلَ فِي الْآيَةِ: غَيْرُ هَذَا.. وَكُلُّ هَذَا لَا يَقْضِي عَلَى نُوحٍ بِمَعْصِيَةٍ سِوَى مَا ذكرناه من تأويله وإقدامه بالسؤال فيمن «٣» لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فِيهِ وَلَا نُهِيَ عَنْهُ..

وَمَا رُوِيَ فِي الصَّحِيحِ «٤» مِنْ أَنَّ نَبِيًّا قَرَصَتْهُ «٥» نَمْلَةٌ فَحَرَقَ قَرْيَةَ «٦» النَّمْلِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنْ «٧» قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ أَحْرَقْتَ أُمَّةً مِنَ الأمم تسبّح «٨» ؟!!.


(١) بين لا تتعدى (بعلى) فلعله ضمن بين معنى نبه أو بنى أو هو تحريف من الناسخ
(٢) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «٩٠» رقم «١» .
(٣) وفي نسخة (فيما)
(٤) كما رواه الشيخان وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
(٥) وفي رواية البخاري (لدغته) .
(٦) قرية: أصله محل الاجتماع مطلقا من قرى الماء في الحوض اذا جمعه فهو حقيقة لغوية ويقال لمقر الانسان وطن وبلد. ومقر الابل عطن، وللاسد عرين وغابة، وللظباء كماس، والمذئب والضبع وجاء وللطائر والزنبور عش ووكر، ولليربوع والنمل قرية
(٧) أن: بفتح الهمزة وسكون النون أي لان.
(٨) وذلك لقوله تعالى: «وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ» سورة الأنعام آية «٢٨» «وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ» سورة الاسراء آية «٤٤»

<<  <  ج: ص:  >  >>