للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ لِعَائِشَةَ «١» فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ «٢» : «لَوْلَا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ، لَأَتْمَمْتُ الْبَيْتَ عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ» .

وكان يفعل الْفِعْلَ ثُمَّ يَتْرُكُهُ لِكَوْنِ غَيْرِهِ خَيْرًا مِنْهُ، كَانْتِقَالِهِ مِنْ أَدْنَى مِيَاهِ بِدْرٍ إِلَى أَقْرَبِهَا لِلْعَدُوِّ مِنْ قُرَيْشٍ.

وَكَقَوْلِهِ «٣» : «لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أمري ما استدبرت اسقت الْهَدْيَ «٤» » .

وَيَبْسُطُ وَجْهَهُ لِلْكَافِرِ وَالْعَدُوِّ رَجَاءَ اسْتِئْلَافِهِ وبصبر لِلْجَاهِلِ وَيَقُولُ «٥» : «إِنَّ مِنْ شَرِّ النَّاسِ مَنِ اتَّقَاهُ النَّاسُ لِشَرِّهِ..» وَيَبْذُلُ لَهُ الرَّغَائِبَ «٦» لِيُحَبِّبَ إِلَيْهِ شَرِيعَتَهُ وَدِينَ رَبِّهِ..

وَيَتَوَلَّى فِي مَنْزِلِهِ مَا يَتَوَلَّى الْخَادِمُ مِنْ مِهْنَتِهِ، وَيَتَسَمَّتُ «٧» فِي ملاءته «٨»


(١) تقدمت ترجمتها في ج ١ ص «١٤٦» رقم «٥» .
(٢) الذي رواه الشيخان وغيرهما.
(٣) صلّى الله عليه وسلم في حجة الوداع كما رواه الشيخان.
(٤) وذلك انه صلّى الله عليه وسلم كان محرما بالحج مفردا وقد ساق الهدي بينما كان الصحابة متمتعين فأصابهم شىء من الذم عند ما رأوا أنفسهم خلاف رسول الله صلّى الله عليه وسلم متمتعين فلما شعر عليه الصلاة والسلام بكراهيتهم لتمتعهم قال الحديث.. «أي وددت أني مثلكم متمتعا لو لم بمعني سوق الهدي والنية» ، والامران جائزان.. وفي أيهما أفضل خلاف في كتب الفقه.
(٥) كما في حديث رواه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها.
(٦) الرغائب: جمع رغيبة وهي ما يرغب فيه من العطايا.
(٧) يتسمت: من السمت وهي الهيئة أي يتخذ هيئة حسنة
(٨) وفي نسخة في (ملائه) أي في جمع من الناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>