للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِتَضْعُفَ قُوَى نُفُوسِهِمْ فَيَسْهُلَ خُرُوجُهَا عِنْدَ قَبْضِهِمْ وتخفّ عليهم موتة النَّزْعِ وَشِدَّةُ السَّكَرَاتِ بِتَقَدُّمِ الْمَرَضِ وَضَعْفِ الْجِسْمِ وَالنَّفْسِ لِذَلِكَ. خِلَافُ مَوْتِ الْفُجْأَةِ وَأَخْذِهِ كَمَا يُشَاهَدُ مِنَ اخْتِلَافِ أَحْوَالِ الْمَوْتَى فِي الشِّدَّةِ وَاللِّينِ، وَالصُّعُوبَةِ وَالسُّهُولَةِ..

وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «١» : «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ خَامَةِ «٢» الزَّرْعِ تُفَيِّئُهَا «٣» الرِّيحُ هَكَذَا وَهَكَذَا» .

وَفِي «٤» رِوَايَةِ أَبِي هريرة «٥» مِنْ حَيْثُ أَتَتْهَا الرِّيحُ تَكْفِؤُهَا «٦» فَإِذَا سَكَنَتِ اعتدلت، وكذلك المؤمن يكفؤ بِالْبَلَاءِ، وَمَثَلُ الْكَافِرِ كَمَثَلِ الْأَرْزَةِ «٧» صَمَّاءَ مُعْتَدِلَةً حتى يقصمه الله معناه أن المؤمن مرزّأ مُصَابٌ بِالْبَلَاءِ وَالْأَمْرَاضِ، رَاضٍ بِتَصْرِيفِهِ بَيْنَ أَقْدَارِ اللَّهِ تَعَالَى، مُنْطَاعٌ «٨» لِذَلِكَ، لَيِّنُ الْجَانِبِ بِرِضَاهُ وقلة سخطه كطاعة خامة الزرع وانقيادها للرباح، وتمايلها لهبوبها، وترنحها


(١) في حديث رواه الشيخان عن كعب بن مالك وجابر رضي الله تعالى عنهما.
(٢) خامة: بخاء معجمة وميم العود اللين الذي ليس بغليظ والقصبة الطرية.
(٣) تفيئها: بضم التاء الفوقية وكسر الفاء يليها مثناة تحتية ساكنة ثم همزة والمشهور تسديد الياء التحتية وروى بياء تحتية في أوله أي تميعها.
(٤) صحيح مسلم.
(٥) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «٣١» رقم «٥» .
(٦) تكفؤها: أي تميلها أيضا.
(٧) الارزة: هو شجر الارز المعروف ويكثر في الجبال.
(٨) منطاع: منقاد.. والفعل يقبل المطاوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>