للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التَّسَمِّي بِاسْمِهِ وَتَنْزِيهِهِ عَنْ ذَلِكَ إِذَا لَمْ يُوَقَّرْ فَقَالَ: «تُسَمُّونَ أَوْلَادَكُمْ مُحَمَّدًا ثُمَّ تَلْعَنُونَهُمْ» .

وَرُوِيَ أَنَّ عُمَرَ «١» رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ..

«لَا يُسَمَّى أَحَدٌ بِاسْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» حَكَاهُ أَبُو جَعْفَرٍ «٢» الطَّبَرِيُّ «٣» وَحَكَى مُحَمَّدُ «٤» بْنُ سَعْدٍ أَنَّهُ «٥» نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ وَرَجُلٌ يَسُبُّهُ وَيَقُولُ لَهُ فَعَلَ اللَّهُ بِكَ يَا مُحَمَّدُ وَصَنَعَ» فَقَالَ عُمَرُ لِابْنِ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ. «لَا أَرَى مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَبُّ بِكَ وَاللَّهِ لَا تُدْعَى مُحَمَّدًا مَا دُمْتَ حَيًّا» وَسَمَّاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ «٦» وَأَرَادَ أَنْ يَمْنَعَ لِهَذَا أَنْ يُسَمَّى أَحَدٌ بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ إِكْرَامًا لَهُمْ بِذَلِكَ وَغَيَّرَ أَسْمَاءَهُمْ وَقَالَ: «لَا تُسَمُّوا بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ ثُمَّ أَمْسَكَ» ..

- وَالصَّوَابُ جَوَازُ هَذَا كُلِّهِ «٧» بَعْدَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدَلِيلِ إِطْبَاقِ الصَّحَابَةِ عَلَى ذَلِكَ، وَقَدْ سَمَّى جَمَاعَةٌ مِنْهُمُ ابْنَهُ مُحَمَّدًا وكناه بأبي القاسم.


(١) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «١١٣» رقم «٤» .
(٢) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «١٨٢» رقم «٢» .
(٣) الا ان عمر رجع عنه لما روى له انه صلّى الله عليه وسلم سمى ابن أبي طلحة محمدا وغيره فقال: «لا سبيل اليكم» .. يعني في المنع.
(٤) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «١٥٥» رقم «٣» .
(٥) أي عمر.
(٦) فهو عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب العدوي، وأمه بنت أبي لبانه، ولد في عهد النبي صلّى الله عليه وسلم وسمي محمدا فغير عمر اسمه. روى عن أبيه وعمه عمر ورجال من الصحابة وعنه ابنه عبد الحميد وأبو القاسم حسين بن حريث وغيرهما، مات في زمن ابن الزبير.
(٧) أي التسمية باسمه مع الكنية وبدونها. وكذا التسمية بأسماء الانبياء والملائكة

<<  <  ج: ص:  >  >>