للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَدِّ وَاشْكُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «١» ، وَقَالَ إِنْ سَأَلْتُ أَوْ جَهِلْتُ فَقَدْ جَهِلَ وَسَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. بِالْقَتْلِ.

وَأَفْتَى فُقَهَاءُ الْأَنْدَلُسِ بِقَتْلِ ابْنِ حَاتِمٍ «٢» الْمُتَفَقِّهِ الطُّلَيْطِلِيِّ وَصَلْبِهِ بِمَا شُهِدَ عَلَيْهِ بِهِ مِنَ اسْتِخْفَافِهِ بِحَقِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَسْمِيَتِهِ إِيَّاهُ أَثْنَاءَ مُنَاظَرَتِهِ بِالْيَتِيمِ «٣» وَخَتَنِ حيذرة «٤» ، وَزَعْمِهِ أَنَّ زُهْدَهُ لَمْ يَكُنْ قَصْدًا، وَلَوْ قَدَرَ عَلَى الطَّيِّبَاتِ أَكَلَهَا.. إِلَى أَشْبَاهٍ لِهَذَا.

وَأَفْتَى فُقَهَاءُ الْقَيْرَوَانِ «٥» وَأَصْحَابُ سُحْنُونٍ «٦» بِقَتْلِ إِبْرَاهِيمَ «٧»


(١) لان المتضرر قال له: اشكوك الى النبي صلّى الله عليه وسلم.
(٢) ابن حاتم: لم يوقف على ترجمته كما قال الخفاجي.
(٣) قالها على وجه الاستخفاف، اما اذا لم تكن على هذا الوجه جاز كقول البوصيرى رحمه الله:
كفاك بالعلم فى الامي معجزة ... في الجاهلية والتأديب في اليتم
واليتيم من الادمي ولد صغير لا أب له، ومن الحيوان ما لا أله، ومن الطير ما لا أله ولا أب.. وقيل لبعضهم: لم كان صلّى الله عليه وسلم يتيما؟ فقال: لئلا يكون لمخلوق عليه منة.. وحكمة أخرى وهي ان من شأن اليتيم الذل وقلة الادب. بينما رسول الله صلّى الله عليه وسلم نشأ يتيما ومع ذلك كان مكملا بالادب وعزيزا وكما قال أدبني ربي فأحسن تأديبي. ولذا كانت تربيته ربانية لا بشرية.
(٤) ختن حيدرة.. قال الطليطلي انه ختن حيدرة اي أبو زوجته يعني عليا زوج فاطمة، فصير بهذا استخفافا به، والختن كل قريب لامرأة رجل كأب وأخ. والعامة تطلقه على زوج البنت وحيدرة معناه الاسد، وهو هنا اسم رجل أندلسي. وهو لقب علي رضي الله عنه، وكانت أمه سمته أسدا في غيبة ابيه لما ولد. باسم أبيها لانها فاطمة بنت أسد، فلما قدم أبوه من السفر سماه عليا. ولذا كان يقول رضي الله عنه أنا الذي سمتني أمي حيدرة.
(٥) القيروان: مدينة في تونس وهي معرب كاربان بمعنى القافلة العظيمة.
(٦) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «١٨٨» رقم «١»
(٧) ابراهيم الغزاري: نسبة لغزارة قبيلة مشهورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>