للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِذَلِكَ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «١» . وَأَسْنَدَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ «٢» ، كَاتِبُ الْوَاقِدِيِّ «٣» فِي هَذَا «٤» خَبَرًا، عَنْ عَائِشَةَ «٥» رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:

«أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّكَ تَأْتِي الْخَلَاءَ فَلَا نَرَى مِنْكَ شَيْئًا من الأذى، فقال: يا عائشة، أو ما عَلِمْتِ أَنَّ الْأَرْضَ تَبْتَلِعُ «٦»

مَا يَخْرُجُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، فَلَا يُرَى مِنْهُ شَيْءٌ «٧» ؟!» .

وَهَذَا الْخَبَرُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَشْهُورًا فَقَدْ قَالَ قَوْمٌ من أهل العلم بطهارة هذين الْحَدَثَيْنِ مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَهُوَ قول بعض أصحاب الشافعي «٨» .


(١) ذكره البيهقي عن عائشة رضي الله عنها وقال: إنه موضوع كما سيأتي.
(٢) محمد بن سعد: الإمام الكبير الحافظ الثقة، وهو أبو عبد الله، محمد مولى بني هاشم، صاحب الطبقات توفي سنة ٢٠٤ هـ.
(٣) الواقدي: ولي القضاء ببغداد للمأمون، وروى عن مالك أحاديث كثيرة، وروى عنه الشافعي وغيره، واستقر الإجماع على ضعفه كما في الميزان توفي سنة ٢١١ هـ.
(٤) أي في أن الأرض تبتلع ما يخرج منه وتفوح له رائحة طيبة.
(٥) السيدة عائشة: تقدمت ترجمتها في ص «١٤٦» رقم «٥» .
(٦) وفي نسخة (تبلع) .
(٧) وهذا الحديث وإن لم يكن مشهورا فقد قال ابن دحية بعد أن أورده: هذا سند ثابت. قيل: وهذا أقوى ما في الباب، وقد أخرجه الدارقطني في الافراد بسند ثابت.
(٨) وعليه كثير من الخراسانيين، لكن المعتمد في المذهب خلافه كما ذكره الدلجي. الشافعي: أبو عبد الله محمد بن إدريس القرشي، عالم مكة، يصدق بحقه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: عالم مكة يملأ طباق الأرض علما. ولد في غزه سنة ١٥٠ هـ ونشأ وترعرع في مكة، حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، وأولع بالعربية من النحو والشعر واللغة، وحفظ موطا مالك بليلة، وأفتى وهو ابن خمس عشرة سنة، رحل إلى اليمن ثم بغداد ثم أقام في مصر وبها توفي سنة ٢٠٤ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>