للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حكاه الإمام أبو نصر بن الصَّبَّاغِ «١» فِي شَامِلِهِ.

وَقَدْ حَكَى الْقَوْلَيْنِ عَنِ الْعُلَمَاءِ فِي ذَلِكَ أَبُو بَكْرِ بْنُ سَابِقٍ الْمَالِكِيُّ «٢» فِي كِتَابِهِ «الْبَدِيعُ» فِي فُرُوعِ الْمَالِكِيَّةِ، وَتَخْرِيجُ مَا لَمْ يَقَعْ لَهُمْ مِنْهَا عَلَى مَذْهَبِهِمْ مِنْ تَفَارِيعِ الشَّافِعِيَّةِ.

وَشَاهِدُ هَذَا: أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ مِنْهُ شَيْءٌ يُكْرَهُ وَلَا غَيْرُ طَيِّبٍ ...

وَمِنْهُ حَدِيثُ «٣» عَلِيٍّ «٤» رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «غَسَّلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ مَا يَكُونُ مِنَ الْمَيِّتِ، فَلَمْ أَجِدْ شَيْئًا فَقُلْتُ: طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا. قَالَ: وَسَطَعَتْ مِنْهُ رِيحٌ طَيِّبَةٌ، لَمْ نَجِدْ مِثْلَهَا قَطُّ» .

وَمِثْلُهُ قَالَ»

أَبُو بَكْرٍ «٦» رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ قَبَّلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، بعد موته.


(١) أبو نصر بن الصباغ: الإمام البحر عبد السيد بن محمد، انتهت إليه رئاسة الشافعية في عصره، وكان ورعا نقيا زاهدا، توفي سنة ٤٧٧ هـ مكفوف البصر.
(٢) أبو بكر بن سابق: العالم الفاضل المقلد لمذهب الإمام مالك.
(٣) رواه ابن ماجه وأبو داود في مراسيله والحكيم والبيهقي.
(٤) علي بن أبي طالب تقدمت ترجمته في ص «٥٤» رقم «٤» .
(٥) رواه البزار عن عمر بسند صحيح، وهو بعض خبر في البخاري.
(٦) أبو بكر الصديق: هو عبد الله بن عثمان بن عامر القرشي التيمي، خليفة رسول الله صلّى الله عليه وسلم ولد بعد الفيل بسنتين وستة أشهر، وهو أفضل الصحابة على الاطلاق، حارب المرتدين حروبا لا هوادة فيها، وانتصر عليهم، وثبت دعائم الاسلام بعد وفاة النبي صلّى الله عليه وسلم، توفي سنة ١٣ هـ وهو ابن ثلاث وستين سنة، ودفن بجانب رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>