للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِالْأَشْعَارِ مِنِّي وَاللَّهِ مَا يُشْبِهُ الَّذِي يَقُولُ شَيْئًا مِنْ هَذَا» .

وَفِي خَبَرِهِ الْآخَرِ «١» حِينَ جمع قريشا عِنْدَ حُضُورِ الْمَوْسِمِ وَقَالَ:

«إِنَّ وُفُودَ الْعَرَبِ تَرِدُ فَأَجْمِعُوا فِيهِ رَأْيًا لَا يُكَذِّبُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا» فَقَالُوا: نَقُولُ كَاهِنٌ. قَالَ: وَاللَّهِ مَا هُوَ بِكَاهِنٍ.. مَا هُوَ بِزَمْزَمَتِهِ «٢» وَلَا سَجْعِهِ. قَالُوا: مَجْنُونٌ!! قَالَ: مَا هُوَ بِمَجْنُونٍ.. وَلَا بِخَنْقِهِ «٣» وَلَا وَسْوَسَتِهِ «٤» . قَالُوا: فَنَقُولُ شَاعِرٌ!! قَالَ: مَا هُوَ بِشَاعِرٍ.. قَدْ عَرَفْنَا الشِّعْرَ كُلَّهُ رَجَزَهُ «٥» وَهَزَجَهُ «٦» ، وَقَرِيضَهُ «٧» وَمَبْسُوطَهُ «٨» وَمَقْبُوضَهُ «٩» مَا هُوَ بِشَاعِرٍ.

قَالُوا: فَنَقُولُ سَاحِرٌ!! قَالَ: مَا هُوَ بساحر، ولا نفثه «١٠»


(١) الذي رواه البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٢) زمزمته: صوته الخفي الذي لا يكاد يفهم.
(٣) بخنقه: بفتح الخاء وكسر النون وتسكن وفتح القاف أي ليس ممن أصابه الجبن
(٤) وسوسة: بفتح الواو مصدر وهو شيء يلقى في القلب او في السمع بصوت خفي وقد يحدث المرء به نفسه ولذا سمي حديث النفس.
(٥) رجزه: هو بحر من أبحر الشعر المعروفة وزنه مستفعلن مستفعلن مستفعلن
(٦) هزجه: بفتحتين ومعجمتين وهو اسم لبحر من بحور الشعر وزنه مفاعلين مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن.
(٧) قريضة: قرض الشعر لغة جاء من القطع وسمي الشعر بذلك لأن الشاعر يورده قطعا قطعا وعرفا: معرفة محاسن الشعر وقبحه.
(٨) مبسوطة: اي مطولات قصائده.
(٩) مقبوضه: مختصر أوزانه المسمى في العروض بالمجزوء او المنهوك.
(١٠) نقثه: النفث النفخ مع ريق.

<<  <  ج: ص:  >  >>