للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَبَزَقَ فِي بِئْرٍ كَانَتْ فِي دَارِ أَنَسٍ فَلَمْ يَكُنْ بِالْمَدِينَةِ أَعْذَبُ مِنْهَا «١»

وَمَرَّ عَلَى مَاءٍ فَسَأَلَ عَنْهُ فَقِيلَ لَهُ اسْمُهُ بَيْسَانُ «٢» وَمَاؤُهُ مِلْحٌ..

فَقَالَ: بَلْ هُوَ نُعْمَانُ وَمَاؤُهُ طَيِّبٌ فَطَابَ.

وَأُتِيَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ فمج «٣» فيه فصار أَطْيَبَ مِنَ الْمِسْكِ «٤»

وَأَعْطَى الْحَسَنَ «٥» وَالْحُسَيْنَ «٦» لِسَانَهُ فمصاه وكانا يَبْكِيَانِ عَطَشًا فَسَكَتَا «٧» .

وَكَانَ لِأُمِّ مَالِكٍ «٨» عُكَّةٌ «٩» تَهْدِي فِيهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمْنًا فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن لا تَعْصِرَهَا ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَيْهَا. فَإِذَا هِيَ مَمْلُوءَةٌ سَمْنًا فَيَأْتِيهَا بَنُوهَا يَسْأَلُونَهَا الْأُدْمَ «١٠» وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ فَتَعْمِدُ إِلَيْهَا فَتَجِدُ فِيهَا سَمْنًا فَكَانَتْ تُقِيمُ أُدْمَهَا حَتَّى عَصَرَتْهَا «١١» .

وَكَانَ يَتْفُلُ فِي أَفْوَاهِ الصِّبْيَانِ الْمَرَاضِعِ فَيُجْزِئُهُمْ رِيقُهُ إِلَى اللَّيْلِ


(١) رواه أبو نعيم.
(٢) بيسان: بكسر موحدة وتفتح فسكون تحتية.
(٣) مج: بفتح الميم وتشديد الجيم أي ألقى من فيه ماء.
(٤) رواه ابن ماجة وروى البيهقي عن وائل الحضرمي ولم يقل من ماء زمزم.
(٥) تقدمت ترجمته في ص «١٩٢» رقم «٢» .
(٦) تقدمت ترجمته في ص «٣٠٩» رقم «٢» .
(٧) رواه الطبراني عن أبي هريرة.
(٨) الأنصارية الصحابية وهي أم سليمان بنت ملحان وفي شرح المصابيح للتور بشتي: أن أم مالك في الصحابة اثنتان أم مالك الانصارية وأم مالك البهزية وهي صاحبة العكة وقد قيل: إنه لا يعرف اسمها.
(٩) عكة: بضم العين المهملة وتشديد الكاف إناء من الجلد يجعل فيه السمن.
(١٠) الأدم: بضم الهمزة وسكون الدال المهملة أو بضمتين وهو كل ما يؤتم به.
(١١) رواه مسلم عن جابر.

<<  <  ج: ص:  >  >>