للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمِنْ ذَلِكَ بَرَكَةُ يَدِهِ فِيمَا لَمَسَهُ وَغَرَسَهُ لسلمان «١» رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ كَاتَبَهُ مَوَالِيهِ عَلَى ثلاثمئة ودّية «٢» يغرسها لهم كلها تعلق «٣» وتطعم «٤» على أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً «٥» مِنْ ذَهَبٍ. فَقَامَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَرَسَهَا لَهُ بِيَدِهِ إِلَّا وَاحِدَةً غرسها غيره «٦» . فأخذت كلها إلّا تلك لواحدة فَقَلَعَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَدَّهَا فَأَخَذَتْ. وَفِي كِتَابِ الْبَزَّارِ «٧» فَأَطْعَمَ النَّخْلُ مِنْ عَامِهِ إِلَّا الْوَاحِدَةَ.. فَقَلَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَرَسَهَا فَأَطْعَمَتْ مِنْ عَامِهَا. وَأَعْطَاهُ مِثْلَ بَيْضَةِ الدَّجَاجَةِ مِنْ ذَهَبٍ بَعْدَ أن


(١) هو أبو عبد الله الفارسي مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو من قرية يقال لها: «جؤجؤ» من أصبهان ولم يتخلف عن رسول الله بعد ما أعتقه وكان من علماء الصحابة وزهادهم المعمرين قال النووي اتفقوا على أنه عاش مائتين وخمسين سنة وتوفي في المدائن ودفن فيها سنة خمس او ست وثلاثين وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه: إن الجنة لتشتاق له.
(٢) ودية: بفتح الواو وكسر الدال المهملة وتشديد الياء المثناة التحتية. وهي صغير فسيل النخل.
(٣) تعلق: بفتح اللام تمسك او تحبل.
(٤) تطعم: بضم التاء وكسر العين أي تعطي الثمرة او تدرك.
(٥) أوقية: بضم الهمزة وتشديد التحتية على المشهور وبحذف الهمزة وفتح الواو في لغة وهي كانت اربعين درهما من فضة في زمنه صلّى الله عليه وسلم فالمراد هنا وزنها.
(٦) وهو عمر بن الخطاب على ما ذكره ابن عبد البر بسنده في الاستيعاب وهو مسند أحمد أيضا وفي طريق أخرى ذكرها البخاري في غير صحيحه أن الذي غرسها سلمان فيجمع بينهما بان واحدة غرسها عمر وأخرى غرسها سلمان او أن يكونا غرسا واحدة فلم تطعم ويكون الراوي عزا غرسها لعمر مرة ومرة غراسها لسلمان إن كان الراوي واحدا وهو بريدة كما رواه احمد وان كان غيره فيكون فيه مجاز.
(٧) تقدمت ترجمته في ص «٣٥٥» رقم «٤» .

<<  <  ج: ص:  >  >>