للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا وَقِلَّةِ «١» الْأَنْصَارِ «٢» حَتَّى يَكُونُوا كَالْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ فَلَمْ يَزَلْ أَمْرُهُمْ يَتَبَدَّدُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ لَهُمْ جَمَاعَةٌ.. وَأَنَّهُمْ سَيَلْقَوْنَ بَعْدَهُ أَثَرَةً «٣» .

وَأَخْبَرَ «٤» بِشَأْنِ الْخَوَارِجِ «٥» وَصِفَتِهِمْ وَالْمُخَدَّجِ «٦» الذي


(١) لما رواه الشيخان عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه فجلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فان الناس يكثرون ويقل الأنصار» أي بعدي.
(٢) وهم الأوس والخزرج وسموا أنصارا لأنهم نصروا الرسول صلّى الله عليه وسلم وأيدوه وهو جمع ناصر أو نصير غلب على هذه القبيلة ولذا نسب إليهم أنصاري.
(٣) أثرة: بفتح الهمزة والمثلثة والراء المهملة قيل ويجوز كسر الهمزة وسكون المثلثة وهما بمعنى واحد وهو الاستبداد والمراد أنهم يلقون بعده صلّى الله عليه وسلم من يؤثر عليهم غيرهم ويقدمه عليهم في العطاء من الديوان ويقل نصيبهم من الفيء فتضيق معيشتهم وفي نفسهم شرف وحمية فيتشتتوا ويتبدد أمرهم..
(٤) رواه الشيخان.
(٥) الخوارج: هم الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه بالنهر وهم نحو أربعة آلاف فقاتلهم حتى قتلهم واستشهد بحربهم لبعض أصحابه وقيل كانوا أكثر من ذلك بكثير
(٦) وهو بضم الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الدال المهملة ويروي بفتح الخاء وتشديد الدال والمعنى واحد وروى المخدوج وهو الناقص خلفه ومنه الخداج وهو إشارة لما في حديث الصحيحين من أن صلّى الله عليه وسلم قسم في بعض الأيام قسمة فقال له رجل من تميم وهو ذو الخويصرة اعدل يا رسول الله فقال ويحك ومن يعدل إذا لم اعدل خبت وخسرت فقال عمر رضي الله عنه ائذن لي اضرب عنقه فقال له دعه ان له أصحابا يحقر أحدكم صلاته إلى آخره وآيتهم رجل أسود احدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر ولما كانت وقعتهم وقتال علي لهم خطب الناس وذكر الحديث وقال اطلبوا ذا الثدية فطلبوه فوجدوه تحت القتلى فجاؤا به فقال شقوا قميصه فشقوه فلما رأى احدى ثدييه مثل المرأة عليه شعرات سجد شكر الله تعالى اذ صدق نبيه صلّى الله عليه وسلم وعلم أنه على الحق وهم على الباطل.

<<  <  ج: ص:  >  >>