للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَرُوِيَ: أَنَّ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي كَعْبِ «١» بْنِ الْأَشْرَفِ وَغَيْرِهِ.

وَأَنَّهُمْ قَالُوا: «نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ» «٢» .. «وَنَحْنُ أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ» فَأَنْزَلَ اللَّهُ الْآيَةَ وَقَالَ الزَّجَّاجُ «٣» : مَعْنَاهُ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله- أَنْ تَقْصِدُوا طَاعَتَهُ- فَافْعَلُوا مَا أَمَرَكُمْ بِهِ إِذْ مَحَبَّةُ الْعَبْدِ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ طَاعَتُهُ لَهُمَا وَرِضَاهُ بِمَا أَمَرَا.. وَمَحَبَّةُ اللَّهِ لَهُمْ عَفْوُهُ عَنْهُمْ وَإِنْعَامُهُ عَلَيْهِمْ بِرَحْمَتِهِ.. وَيُقَالُ: الْحُبُّ مِنَ اللَّهِ عِصْمَةٌ وَتَوْفِيقٌ، وَمِنَ الْعِبَادِ طَاعَةٌ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ «٤» :

تَعْصِي الْإِلَهَ وَأَنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ ... هَذَا لَعَمْرِي فِي الْقِيَاسِ بَدِيعُ

لَوْ كَانَ حُبُّكَ صَادِقًا لَأَطَعْتَهُ ... إِنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ

وَيُقَالُ: مَحَبَّةُ الْعَبْدِ لِلَّهِ تَعْظِيمُهُ لَهُ، وهيبته منه.. ومحبة الله له رحمته وَإِرَادَتُهُ الْجَمِيلَ لَهُ.. وَتَكُونُ بِمَعْنَى مَدْحِهِ وَثَنَائِهِ عَلَيْهِ.

قَالَ الْقُشَيْرِيُّ «٥» : فَإِذَا كَانَ بِمَعْنَى الرَّحْمَةِ والإرادة والمدح كان


(١) تقدمت ترجمته في ص «٦٢١» رقم «٧» .
(٢) سورة المائدة آية «٢٠» .
(٣) تقدمت ترجمته في ص «٨٨» رقم «٨» .
(٤) وهو المحمود بن الحسن الوراق كما في زهر الاداب للحصري، وقيل المنصور الفقيه وهو بليغ مفلق كان في أول الدولة العباسية وكان كثيرا ما يأخذ حكم المتقدمين من الفلاسفة وغيرهم فينظمها في شعره. وقيل ان قائله رابعة العدوية.. وفي الاحياء ان قائله عبد الله بن المبارك.
(٥) تقدمت ترجمته في ص «٤٧٠» رقم «٣» .

<<  <  ج: ص:  >  >>