للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقِيلَ: يَا إِنْسَانُ «١»

وَعَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ «٢» : «يس» يَا مُحَمَّدُ «٣»

وَعَنْ كَعْبٍ «٤» : «يس» قَسَمٌ أَقَسَمَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ «٥» ... يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ لَمِنَ المرسلين

ثم قال تعالى: «وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ» «٦»

- فَإِنْ قُدِّرَ «٧» أَنَّهُ مِنْ أَسْمَائِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَحَّ فِيهِ أَنَّهُ قَسَمٌ كَانَ فيه من


(١) بلغة طي كما رواه الكشاف وعن ابن عباس أن أصله يا أنيسين بالتصغير فاقتصر على شطره لكثرة النداء به.
(٢) ابن الحنفية: هو أبو عبد الله محمد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والحنفية أمه، واشتهر بنسبته إليها تمييزا عن السبطين، رضي الله عنهما، وهو إمام عظيم، أخرج له الشيخان وغيرهما، وهو من كبار التابعين توفي بالمدينة سنة ٨٠ هـ.
(٣) كما رواه البيهقي في دلائله.
(٤) تقدمت ترجمته في ص «٥٨» رقم «٣» .
(٥) قال المنجاني: هذا القول في غاية الإشكال لأن القرآن كلام الله القديم وهو صفة من صفاته القديمة فلا يصح أن يذكر في تقدمه عن خلق الأرض مقدار معين لأن خلقها محدث، فالأولى أن تضعف الروايات الواردة عن كعب بهذا ما أمكن وإن صح هذا عنه فليترك علمه لله لأن كعبا لا يقول ذلك إلا بتوقيف وليس ذلك مما يدرك بالاجتهاد ... وفيه: أن كعبا ممن ينقل عن الكتب السالفة والعلماء الغابرين فلا يقال في حقه إنه لا يقول إلا بتوقيف فإن هذا الحكم مختص بالأقوال الموقوفة المروية عن الصحابة رضي الله عنهم ممن ليس لهم رواية عن غيره صلّى الله عليه وسلم فموقوفهم حينئذ حكم مرفوعهم، كما هو مقرر في علم أصول الحديث.
(٦) سورة يس، (٢ و ٣)
(٧) وفي نسخة «قرر» .

<<  <  ج: ص:  >  >>