للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَحِمَايَتُهُ حَيًّا وَمَيِّتًا، وَإِحْيَاءُ سُنَّتِهِ بِالطَّلَبِ، وَالذَّبِّ عَنْهَا وَنَشْرِهَا، وَالتَّخَلُّقِ بِأَخْلَاقِهِ الْكَرِيمَةِ، وَآدَابِهِ الْجَمِيلَةِ.

وقال أبو إبراهيم إسحق «١» النجيبي: «نَصِيحَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التصديق بما جاء به والاعتصام بسنتا وَنَشَرِهَا وَالْحَضُّ عَلَيْهَا، وَالدَّعْوَةُ إِلَى اللَّهِ، وَإِلَى كِتَابِهِ، وَإِلَى رَسُولِهِ، وَإِلَيْهَا. وَإِلَى الْعَمَلِ بِهَا» .

قال أَحْمَدُ «٢» بْنُ مُحَمَّدٍ: «مِنْ مَفْرُوضَاتِ الْقُلُوبِ اعْتِقَادُ النَّصِيحَةِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» .

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْآجُرِّيُّ «٣» وَغَيْرُهُ «النُّصْحُ لَهُ يَقْتَضِي نُصْحَيْنِ.

نُصْحًا فِي حَيَاتِهِ. وَنُصْحًا بَعْدَ مماته.

أ- فَفِي حَيَاتِهِ.. نُصْحُ أَصْحَابِهِ لَهُ بِالنَّصْرِ، وَالْمُحَامَاةِ عَنْهُ، وَمُعَادَاةِ مَنْ عَادَاهُ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لَهُ.. وَبَذْلِ النُّفُوسِ وَالْأَمْوَالِ دُونَهُ.. كَمَا قَالَ تَعَالَى «رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ» «٤» الاية.


(١) تقدمت ترجمته في ج ٢ ص «٥٩» رقم «٢»
(٢) هو الامام المشهور أحمد بن حنبل. تقدمت ترجمته في ج ١ ص «١٦٥» رقم «١»
(٣) أبو بكر الاجري تقدم ذكره.
(٤) سورة الاحزاب آية «٢٣» وهذه الاية كما في الصحيحين نزلت في أنس بن النضر وكان شق عليه انه لم يحضر بدرا وقال: «اول مشهد من مشاهد رسول الله صلّى الله عليه وسلم غبت عنه لئن أراني الله تعالى مشهدا بعده ليرى الله ما أصنع.» فلما كان من العام المقبل وقعة أحد استقبله سعد بن مالك فقال له: يا أبا محمد الى أين؟ قال: «واها لريح الجنة اجدها دون أحد» فقاتل حتى قتل رضي الله تعالى عنه. ووجد فيه بضعا وثمانين ما بين طعنة وضربه..

<<  <  ج: ص:  >  >>