للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَمَّا فَرَضَ «١» عُمَرُ بْنُ «٢» الْخَطَّابِ لِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ «٣» فِي ثَلَاثَةِ آلَافٍ وَلِأُسَامَةَ «٤» بْنِ زَيْدٍ في ثلاثة آلاف وخمسمئة. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ لِأَبِيهِ لِمَ فَضَّلْتَهُ؟ .. فَوَاللَّهِ مَا سَبَقَنِي إِلَى مَشْهَدٍ.. فَقَالَ لَهُ: لِأَنَّ زَيْدًا «٥» كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَبِيكَ، وَأُسَامَةَ «٦» أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْكَ، فَآثَرْتُ حُبَّ «٧» رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حُبِّي.

وَبَلَغَ «٨» مُعَاوِيَةَ «٩» أَنَّ كَابِسَ «١٠» بْنَ رَبِيعَةَ يُشَبَّهُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ مِنْ بَابِ الدَّارِ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَلَقَّاهُ وقبّل بين عينيه وأقطعه المرغاب «١١» لِشَبَهِهِ صُورَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.


(١) رواه الترمذي وحسنه.
(٢) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «١١٣» رقم «٤» .
(٣) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «١٨٢» رقم «١» .
(٤) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «٤١٢» رقم «٣» .
(٥) زيد بن حارثة بن شراحيل (أو شرجيل) الكلبي: صحابي اختطف في الجاهلية صغيرا واشترته خديجة بنت خويلد فوهبته إلى النبي صلّى الله عليه وسلم حين تزوجها، فتبناه- قبل الاسلام- واعتقه وزوجه بنت عمته، واستمر الناس يسمونه «زيد بن محمد» حتى نزلت آية «دعوهم لابائهم» وهو من أقدم الصحابة: إسلاما، وكان النبي صلّى الله عليه وسلم لا يبعثه في سرية الا أمره عليها، وكان يحبه ويقدمه، وجعل له الامارة في غزوة مؤتة، فاستشهد فيها.
(٦) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «٤١٢» رقم «٣» .
(٧) حب: بكسر الحاء فيها بمعنى المحبوب ويجوز أن تكون مضمومة مصدر حب
(٨) رواه ابن عساكر.
(٩) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «٣٥٩» رقم «٢» .
(١٠) كابس بن ربيعة: بن مالك بن لؤي السامي البصري.
(١١) أرض بمرو الشاهجان: او قرية بهراة كانت ذات غلة كثيرة يرغب فيها وهو بكسر الميم وغين معجمة وألف وياء موحدة قبلها راء مهملة.

<<  <  ج: ص:  >  >>