للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلِهَذَا «١» كَانَ مَالِكٌ «٢» رَحِمَهُ اللَّهُ لَا يَرْكَبُ بالمدينة دابة وكان يقول: أستحيي مِنَ اللَّهِ أَنْ أَطَأَ تُرْبَةً فِيهَا رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلم بِحَافِرِ دَابَّةٍ وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ وَهَبَ لِلشَّافِعِيِّ «٣» كُرَاعًا «٤» كَثِيرًا كَانَ عِنْدَهُ.

فَقَالَ لَهُ الشَّافِعِيُّ: أَمْسِكْ مِنْهَا دَابَّةً.. فَأَجَابَهُ بِمِثْلِ هَذَا الْجَوَابِ.

وَقَدْ حَكَى أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ «٥» السُّلَمِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ «٦» فَضْلَوَيْهِ الزَّاهِدِ وَكَانَ مِنَ الْغُزَاةِ الرُّمَاةِ أَنَّهُ قَالَ:

مَا مَسَسْتُ الْقَوْسَ بِيَدِي إِلَّا عَلَى طَهَارَةٍ مُنْذُ بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ الْقَوْسَ بِيَدِهِ.

وَقَدْ أَفْتَى مَالِكٌ «٧» : فِيمَنْ قَالَ: تُرْبَةُ الْمَدِينَةِ رديئة.. يُضْرَبُ ثَلَاثِينَ دِرَّةً «٨» وَأَمَرَ بِحَبْسِهِ، وَكَانَ لَهُ قَدْرٌ وَقَالَ: مَا أَحْوَجَهُ إِلَى ضَرْبِ عُنُقِهِ.. تربة دفن فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلم يزعم أنها


(١) أي للتبرك باثاره صلّى الله عليه وسلم.
(٢) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «٣٤١» رقم «٧» .
(٣) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «١٥٥» رقم «٨» .
(٤) كراعا: بوزن غراب وهو جماعة الخيل. وله معان أخر فيطلق على الخيل والسلاح وما استدق من الساق واسم موضع.
(٥) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «٦١» رقم «٤» .
(٦) أحمد بن فضلويه: كان مكثرا من المجاهدة في سبيل الله ومتقنا للرماية بالسهام
(٧) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «٣٤١» رقم «٧» .
(٨) الدرة: بكسر الدال وتشديد الراء مع فتحها آية من جلد غليظ يضرب بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>