للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٣٤- حدثنا محمد بن بشار. حدثنا يحيى بن سعيد. حدثنا سفيان الثوري، أنبأنا أبو إسحاق عن البراء بن عازب قال:

«قال له رجل أفررتم «١» عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا أبا عمارة «٢» . فقال لا والله ما ولّى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولكن ولّى سرعان الناس «٣» تلقتهم هوازن «٤» بالنبل ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) على بغلته وأبو سفيان بن الحارث «٥» بن عبد المطلب آخذ بلجامها ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:

أنا النّبيّ لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب «٦»

٢٣٥- حدثنا إسحاق بن منصور. حدثنا عبد الرزاق. حدثنا جعفر بن سليمان. حدثنا ثابت عن أنس:

«أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة في عمرة القضاء «٧» وابن رواحه يمشي بين يديه وهو يقول:

خلّوا بني الكفار عن سبيله ... اليوم نضربكم على تنزيله «٨»

ضربا يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله «٩»

فقال له عمر: يا ابن رواحة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حرم الله تقول الشعر فقال صلى الله عليه وسلم خل عنه يا عمر فلهي أسرع فيهم من نضج النبل» «١٠» .


(١) بضم العين؛ وهي كنية البراء.
(٢) أي أوائلهم وأخفاؤهم.
(٣) قبيلة مشهورة بشدة السهم لا تكاد تخطىء سهامهم.
(٤) ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة.
(٥) أخرجه مسلم في الجهاد باب غزوة حنين ك ٣٢ ب ٢٨ ح ١٧٧٦ والبخاري في المغازي والترمذي في الجهاد حديث رقم ١٦٨٨ وابن ماجه في الجهاد.
(٦) وذاك يوم حنين كما في رواية الصحيحين.
(٧) حصلت بعد صلح الحديبية.
(٨) نضر بكم: بسكون الباء لضرورة الشعر. والتنزيل: القرآن والنبل: السهام.
(٩) والهام جمع هامة أعلى الرأس، ومقيله أي موضعه.
(١٠) أخرجه الترمذي في الأدب برقم ٢٨٥٢ والنسائي في الحج.

<<  <   >  >>