للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فماتت وهي بين يديه وصاحت أمّ أيمن «١» فقال يعني (صلى الله عليه وسلم) : أتبكين عند رسول الله فقالت ألست أراك تبكي قال إنّي لست أبكي إنما هي رحمة «٢» إن المؤمن بكل خير على كل حال إن نفسه تنزع من بين جنبيه وهو يحمد الله عزّ وجلّ» «٣» .

٣٠٩- حدثنا محمد بن بشّار. حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. حدثنا سفيان عن عاصم بن عبيد الله «٤» عن القاسم بن محمد «٥» عن عائشة رضي الله عنها.

«أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبّل عثمان بن مظعون «٦» وهو ميت وهو يبكي أو قال عيناه تهراقان» «٧» .

٣١٠- حدثنا إسحاق بن منصور. أخبرنا أبو عامر «٨» . حدثنا فليح وهو ابن سليمان عن هلال بن علي «٩» عن أنس بن مالك قال:


(١) أم أيمن: حاضنته (صلى الله عليه وسلم) ومولاته الحبشية وماتت بعد عمر بعشرين يوما وكان (صلى الله عليه وسلم) ورثها من أبيه وأعتقها حين تزوج خديجة وزوجها لزيد مولاه فولدت له اسامة وقد شهدت أحدا وكانت تسقي وتداوي الجرحى وشهدت خيبر.
(٢) زاد في رواية الصحيحين (جعلها الله في قلوب عباده فإنما يرحم الله من عباده الرحماء) .
(٣) أخرجه النسائي في الجنائز باب في البكاء على الميت/ ٤/ ١١.
(٤) عاصم بن عبيد الله: بن عمر بن الخطاب، ضعفه ابن معين، وقال البخاري منكر الحديث. خرج له البخاري في الادب المفرد والاربعة.
(٥) القاسم بن محمد: بن أبي بكر، أحد فقهاء المدينة السبعة، من الطبقة الثانية، مناقبه لا تحصى. خرج له الجماعة.
(٦) أبو السائب عثمان بن مظعون، كان من السابقين إلى الاسلام أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الارقم وهو وأبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف، وقد هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وقد حرم على نفسه الخمر في الجاهلية وقال- لا أشرب شيئا يذهب عقلي ويضحك بي من هو أدنى مني. وقد آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين عثمان بن مظعون وأبي الهيثم بن التيهان الانصاري. توفي بعد سنتين ونصف من الهجرة.
(٧) أخرجه الترمذي برقم ٩٨٩ وأبو داود برقم ٣١٦٣ وابن ماجه برقم ١٤٥٦. وفي هذا الحديث جواز تقبيل الميت الصالح وقد قبل أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت وقال: طبت حيا وميتا بأبي أنت وأمي ثم أبو بكر تلى قوله تعالى: إِنَّكَ مَيِّتٌ الخ.
(٨) أبو عامر: عبد الملك بن عمرو البصري الحافظ. خرج له الستة.
(٩) هلال بن علي: المدني، ثقة، من الطبقة الخامسة، خرج له الجماعة.

<<  <   >  >>