للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقبض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، قال نعم، فعلموا أن قد صدق قالوا يا صاحب رسول الله: أيصلّي على رسول الله؟ قال: نعم، قالوا: وكيف؟ قال: يدخل قوم فيكبرون ويصلون ويدعون ثم يخرجون ثم يدخل قوم فيكبرون ويصلون ويدعون ثم يخرجون حتى يدخل الناس، قالوا: يا صاحب رسول الله أيدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم، قالوا: أين؟ قال في المكان الذي قبض الله فيه روحه فإنّ الله لم يقبض روحه إلّا في مكان طيب فعلموا أن قد صدق، ثم أمرهم أن يغسّله بنو أبيه «١» واجتمع المهاجرون يتشاورون «٢» فقالوا: انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار ندخلهم معنا في هذا الأمر. فقالت الأنصار «٣» : منا أمير ومنكم أمير فقال عمر «٤» بن الخطاب: من له مثل هذه الثلاثة «٥» ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا. من هما؟ «٦» قال: ثم بسط يده فبايعوه وبايعه الناس بيعة حسنة جميلة» «٧» .


(١) فعله سيدنا علي رضي الله عنه فكان الفضل بن عباس واسامة يناولان عليا الماء. وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(٢) أي يتشاورون في أمر الخلافة.
(٣) وكانوا مجتمعين في سقيفة بني ساعدة والقائل هو الحباب بن المنذر.
(٤) في رواية فقال عمر: يا معشر الأنصار الستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أبا بكر أن يؤم الناس فايكم تطيب نفسه أن يتقدم على أبي بكر فقالت الانصار نعوذ بالله ان نتقدم على أبي بكر.
(٥) أي من ثبت له مثل هذه الفضائل الثلاثة التي ثبتت لابي بكر، وهو استفهام انكاري قصد به الرد على الانصار حيث توهموا أن لهم حقا في الخلافة. فالفضيلة الاولى: كونه أحد الاثنين في قوله تعالى ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ، فذكره مع رسوله بضمير التثنية. الفضيلة الثانية: اثبات الصحبة في قوله تعالى إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ فسماه صاحبه. الفضيلة الثالثة: اثبات الصحبة في قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فثبوت هذه الفضائل يؤذنه بأحقيته بالخلافة.
(٦) أي من هذين المذكورين في هذه الآية.
(٧) أخرجه ابن ماجه في الصلاة برقم ١٢٣٤ في باب صلاة رسول الله في مرضه. وقد ورد أن سيدنا عليا والزبير لم يحضرا هذه البيعة فقالا: «لقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي بالناس وهو وحي وأنه رضيه لديننا أفلا نرضاه لدنيانا» .

<<  <   >  >>