للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العين ويحزن القلب، ولكن الجزع القول السيئ والظن السيئ" (١).

وقال ابن أبي الدنيا: حدثني الحسن (٢) بن عبد العزيز الجرَوي قال: مات ابن لي نفيس فقلت لأمه: "اتقي اللَّه واحتسبيه". فقالت: "مصيبتي أعظم من أن أفسدها بالجزع" (٣).

وقال ابن أبي الدنيا: وأخبرني عمرو بن بكير عن شيخ من قريش قال: مات الحسن بن الحصين أبو عبيد اللَّه بن الحسن، وعبيد اللَّه يومئذ قاضٍ على البصرة وأمير، فكثُر من يعزِّيه، فتذاكروا ما يتبين به جزع الرجل من صبره، فأجمعوا أنه إذا ترك شيئًا مما كان يصنعه فقد جزع (٤).

وقال خالد بن أبي عثمان القرشي: كان سعيد بن جبير يعزيني على ابني، فرآني أطوف بالبيت متقنعًا فكشف القناع عن رأسي وقال: "الاستكانة من الجزع" (٥).

فصل

وأما قول كثير من الفقهاء من أصحابنا وغيرهم: لا بأس أن يجعل المصاب على رأسه ثوبًا يعرف به. قالوا: لأن التعزية سنة، وفي ذلك تيسير لمعرفته حتى يعزَّى (٦)، ففيه نظر، وأنكره


(١) انظر: "تسلية أهل المصائب" ص ١٦٤، ٢١٣.
(٢) في الأصل وسائر النسخ: الحسين. والتصويب من "تقريب التهذيب" ص ٢٣٩.
(٣) لم أقف عليه في كتب ابن أبي الدنيا.
(٤) لم أقف عليه في كتب ابن أبي الدنيا. [والخبر في "التعازي" ص ٧١ للمبرد]. (ص).
(٥) انظر: "تسلية أهل المصائب" ص ١٦٤، وفيه: "الاستتار من الجزع".
(٦) انظر: "الهداية": (١/ ٦٣)، و"الفروع" (٢/ ٢٩١ - ٢٩٢)، و"المبدع" (٢/ ٢٨٨)، و"الإنصاف" (٢/ ٥٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>