٥ - التوافق والتطابق بين بعض مباحث الكتاب، ومباحث ابن القيم في كتبه الأخرى، وقد أشرت إلى بعض ذلك في حواشي الكتاب.
٦ - طريقة المؤلف المعروفة في عرضه وسياقه وترجيحه وتحريره للمسائل ظاهرة في الكتاب لا تخفى.
[المبحث الرابع: أهمية الكتاب]
لما كان صاحب الكتاب هو أعلم الناس بحقيقته وأهميته ومكانته، لذا فإن ما يذكره المؤلف من ذلك هو أولى من بالاعتماد بدلًا من الاستنباط، وقد كفانا ابن القيم مؤونة ذلك حيث ذكر أهميته في مقدمته، وسأنقل ما ذكره مفصلًا في النقاط التالية:
١ - أنه "لما كان الإيمان نصفين: نصف صبر ونصف شكر، كان حقيقًا على من نصح نفسه وأحب نجاتها وآثر سعادتها، أن لا يهمل هذين الأصلين العظيمين، ولا يعدل عن هذين الطريقين القاصدين، وأن يجعل سيره إلى اللَّه بين هذين الطريقين ليجعله اللَّه يوم لقائه مع خير الفريقين، فلذلك وضع هذا الكتاب للتعريف بشدّة الحاجة والضرورة إليهما".
٢ - أن فيه "بيان توقف سعادة الدنيا والآخرة عليهما" -الصبر والشكر-.
٣ - كون هذا الكتاب "كتابًا جامعًا حاويًا نافعًا، فيه من الفوائد ما هو حقيق على أن يُعضّ عليه بالنواجذ، وتُثنى عليه الخناصر".