للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ناصرها؟! أنت كاسيها؟! " (١).

وفي "صحيح البخاري" عن النعمان بن بشير قال: "أغمي على عبد اللَّه بن رواحة، فجعلت أخته عمرة بنت رواحة تبكي وتقول: واجبلاه، واكذا، واكذا، تعدد عليه، فقال حين أفاق: ما قلتِ لي شيئًا إلا قيل لي: آنت كذلك؟ فلما مات لم تَبكِ عليه" (٢).

وكيف لا تكون هذه الخصال محرمة وهي مشتملة على التسخط على الرب، وفعل ما يناقض الصبر، والإضرار بالنفس: من لطم الوجه، وحلق الشعر ونتفه، والدعاء عليها بالويل والثبور، والتظلم من اللَّه سبحانه، وإتلاف المال بشق الثياب وتمزيقها، وذكر الميت بما ليس فيه؟

ولا ريب أن التحريم الشديد يَثبت ببعض هذا.

قال المبيحون لمجرد الندب والنياحة مع كراهتهم له: قد روى حرب عن واثلة بن الأسقع وأبي وائل: أنهما كانا يسمعان النوح ويسكتان (٣).

قالوا: وفي "الصحيحين" عن أم عطية قالت: لَمّا أُنزلت هذه الآية


= انظر: "لسان العرب" (٣/ ٤٧٨).
(١) "المسند" (٤/ ٤١٤).
ورواه ابن ماجه في "سننه" برقم (١٥٩٤) نحوه. وصححه الحاكم في المستدرك (٢/ ٤٧١).
(٢) "صحيح البخاري" رقم (٤٢٦٧)، (٤٢٦٨).
(٣) انظر: "المغني" (٣/ ٤٩٠).
وأثر أبي وائل أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" رقم (١٢١١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>