* الباب العشرون إلى الباب الرابع والعشرين كلها في التنازع في الأفضل من الصبر والشكر والغني الشاكر والفقير الصابر وحجة كلٍ والترجيح.
وقد عقد الغزالي لذلك في الإحياء (٤/ ١١٥ - ١٢٠) فصلًا فقال: "بيان الأفضل من الصبر والشكر" وأشار في أثنائه إلى مسألة الغني الشاكر والفقير الصابر.
* والباب الخامس والعشرون:"في بيان الأمور المضادة للصبر والمنافية له والقادحة فيه". ونحوه الباب الثامن عشر.
وقد أشار الغزالي إلى جزء كبير من مضمون هذين البابين في الإحياء (٤/ ٦٣) فقال: "فاعلم أنه إنما يخرج عن مقام الصابرين بالجزع و. . " إلخ، ثم قال:"ولا يخرجه عن حدّ الصابرين توجع القلب. . . ".
* أما الباب الأخير، وهو الباب السادس والعشرون فقد سبقت الإشارة إليه في أول هذا المبحث.
وبعد هذه المقارنة بين كتاب (العدة) وكتاب الصبر والشكر من (الإحياء) يتبيّن لنا الارتباط والتشابه بين الكتابين في أصل فكرة الموضوع وعموم الأبواب، اللهم إلا في الباب الأول الذي تكلم فيه ابن القيم عن معنى الصبر لغة واشتقاق هذه الكلمة، والباب الحادي عشر الذي تكلم فيه ابن القيم عن الفرق بين صبر الكرام وصبر اللئام.
وبعد هذا العرض نخرج بنتيجة مهمة وهي استفادة ابن القيم من كتاب الغزالي، حيث جعل من كلامه أساسًا لشجرة كبيرة كثيرة الفروع والأغصان، إذ إنه سقاها من عصارة علمه، وحرثها بسعة فقهه، ونقحها بصحيح فكره.