للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيكون". قال: هذا حديث حسن (١).

وعن أبي هريرة نحوه وقال: "فإنما هما الأسودان والعدو حاضر، وسيوفنا على عواتقنا، قال: إن ذلك سيكون" (٢).

وقوله: "إن ذلك سيكون" إما أن يكون المراد به أن النعيم سيكون ويحدث لكم، وإما أن يرجع إلى السؤال أي أن السؤال يقع عن ذلك، وإن كان تمرًا وماء فإنه من النعيم. ويدل عليه قوله في الحديث الصحيح -وقد أكلوا معه رطبًا ولحمًا وشربوا من الماء البارد-: "هذا من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة" (٣). فهذا سؤال عن شكره والقيام بحقه.

وفي الترمذي من حديث أنس عن النبي قال: "يُجاء بالعبد يوم القيامة كأنه بَذَج (٤)، فيوقف بين يدي اللَّه، فيقول اللَّه: أعطيتك وخوّلتك وأنعمت عليك، فماذا صنعت؟ فيقول: يا رب جمعته وثمّرته فتركته أكثر ما كان فارجعني آتك به (٥) فإذا عبد لم يقدم خيرًا، فيمضى به إلى النار" (٦).


(١) "جامع الترمذي" رقم (٣٣٥٦). ورواه ابن ماجه في "سننه" رقم (٤١٥٨).
(٢) أخرجه الترمذي في "جامعه" رقم (٣٣٥٧). ثم قال الترمذي عقبه: "وحديث ابن عيينة عن محمد بن عمرو -أي حديث الزبير السابق- عندي أصح من هذا".
(٣) رواه مسلم في "صحيحه" رقم (٢٠٣٨) من حديث أبي هريرة بلفظ: "لتسألن عن هذا النعيم".
(٤) البذج: ولد الضأن، وجمعه بِذْجان. "النهاية" لابن الأثير (١/ ١١٠).
(٥) في "جامع الترمذي" بعد هذه الكلمة: "كلّه، فيقول له: أرني ما قدمت، فيقول: يا ربّ جمعته وثمّرته فتركته أكثر ما كان، فارجعني آتك به كله".
(٦) "جامع الترمذي" رقم (٢٤٢٧) وقال: "روى هذا الحديث غير واحد عن =

<<  <  ج: ص:  >  >>