للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي تدعو الناس إلى منزلها، فإذا أجابوها كشفت لهم عن منظرها وذبحتهم بسكاكينها وألقتهم في الحفر، وقد سلّطت على عشاقها تفعل بهم ذلك قديمًا وحديثًا، والعجب أن عشاقها يرون إخوانهم صرعى قد حلّت بهم الآفات، وهم يتنافسون في مصارعهم، ﴿وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (٤٥)[إبراهيم: ٤٥].

ويكفي في تمثيلها ما مثّلها اللَّه في كتابه فهو المثل المنطبق عليها.

قالوا: وإذا كان هذا شأنها فالتقلل منها والزهد فيها خير من الاستكثار منها والرغبة فيها.

قالوا: ومن المعلوم أنه لا تجتمع الرغبة فيها، والرغبة في اللَّه والدار الآخرة أبدًا، ولا تسكن هاتان الرغبتان في مكان واحد إلا وطردت إحداهما الأخرى، واستبدت بالمسكن، ولا تجتمع بنت رسول اللَّه وبنت عدو اللَّه عند رجل واحد أبدًا (١).

قالوا: ويكفي أن رسول اللَّه عرضت عليه مفاتيح كنوزها، ولو أخذها لكان أشكر خلق اللَّه بها، ولم تنقصه مما له عند اللَّه شيئًا، فاختار جوع يوم وشبع يوم (٢). ومات ودرعه مرهونة على طعام لأهله، كما تقدم ذكره (٣).


(١) يشير إلى ما رواه البخاري في "صحيحه" رقم (٣١١٠) ومسلم في "صحيحه" رقم (٢٤٤٩) كلاهما من حديث المسور بن مخرمة أن النبي قال: "ولكن واللَّه لا تجتمع بنت رسول اللَّه وبنت عدو اللَّه أبدًا".
(٢) سبق ص (٢١٥).
(٣) سبق ص (٣٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>