للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثانية: أن يصير الشيطان من جنده، وهذه حال الفاجر القوي المتسلط والمبتدع الداعية المتبوع، كما قال القائل:

وكنتُ امرأً من جندِ إبليسَ فارتقى … بي الحالُ حتى صارَ إبليسُ من جندي (١)

فيصير إبليس وجنودُه من أعوانه وأتباعه، وهؤلاء هم الذين غَلبت عليهم شقوتُهم، فاشتروا الحياة الدنيا بالآخرة، وإنما صاروا إلى هذه الحال لما أفلسوا من الصبر.

وهذه الحالة بين جَهد البلاء (٢) ودرك الشقاء، وسوء القضاء وشماتة الأعداء.

وجندُ أصحابها: المكر، والخداع، والأماني الباطلة، والغرور، والتسويف بالعمل، وطولُ الأمل، وإيثار العاجل على الآجل، وهي التي قال في صاحبها النبي : "العاجز من أتبع نفسَه هواها، وتمنى على اللَّه الأماني" (٣).


(١) انظر هذا البيت في: "التذكرة الحمدونية" (٩/ ٤٢٩)، و"ثمار القلوب" للثعالبي ص: ٦٤، و"ربيع الأبرار" للزمخشري (١/ ٣٢٥). وهو غير منسوب لأحد. [البيت من قصيدة للخبزأرزي في ديوانه المنشور في مجلة المجمع العراقي] (ص).
(٢) في (ن): "وهذه الحالة هي حالة بين جهد البلاء"، وفي (م): "وهذه الحالة هي حالة جهد البلاء".
(٣) أخرجه الترمذي في "جامعه" رقم (٢٤٥٩) وقال: "حديث حسن"، وابن ماجه في "سننه" (٤٢٦٠)، بلفظ: ". . . وتمنى على اللَّه" فقط بدون كلمة "الأماني".
ومثله الديلمي في "الفردوس" (٣/ ٣١٠) وذكره بلفظ الترمذي السيوطي في "الجامع الصغير" (٥/ ٦٧) مع الفيض.

<<  <  ج: ص:  >  >>