أو ما ترى هؤلاء فيما فعلواً كيف نبذوا أمر التشبيه وراء ظهورهم وكيف نسوا حديث الاستعارة كأن لم تخطر منهم على بال ولا رأوها ولا طيف خيال وإذا كانوا مع التشبيه والاعتراف بالأصل يسوغون أن لا يبنوا إلا على الفرع ويقولون:
هي الشمس مسكنها في السماء ... فعز الفؤاد عزاء جميلا
فلن تستطيع إليها الصعود ... ولن تستطيع إليك النزولا
أو يقولون:
وعد البدر بالزيارة ليلا ... فإذا ما وفى قضيت نذوري
قلت يا سيدي ولم تؤثر اللي " " ل على طلعة الصباح المنير
قال لي لا أحب تغيير رسمي ... هكذا الرسم في طلوع البدور
أو يقولون:
قلت زوري فأرسلت ... أنا آتيك سحره
قلت فالليل كان أخ " " فى وأدنى مسره
فأجابت بحجة ... زادت القلب حسره
أنا شمس وإنما ... تطلع الشمس بكره
فهم على تسويغ ذلك مع جحد الأصل في الاستعارة أقرب. وإذ قد عرفت أقسام الاستعارة فاعلم أن الاستعارة لها شروط في الحسن إن صادفتها حسنت وإلا عريت عن الحسن، وربما اكتسبت قبحا وتلك الشروط رعاية جهات حسن التشبيه التي سبق ذكرها في الأصل الأول بين المستعار له والمستعار منه بالتصريح التحقيقية والاستعارة