للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإنه في إفادة أن آل طلحة أماجد ظاهر، وكقول الآخر:

إذا الله لم يسق إلا الكرام ... فسقى وجوه بني حنبل

وسقى ديارهم باكرا ... من الغيث في الزمن الممحل

فإنه في إفادة كرم بني حنبل كما ترى، وكقول الآخر:

متى تخلو تميم من كريم ... ومسلمة بن عمرو من تميم

فإنه في إفادة كرم مسلمة من الجميع، وأما قوله:

سألت الندى والجود مالي أراكما ... تبذلتما ذلا بعز مؤيد

وما بال ركن المجد أمسى مهدما ... فقال أصبنا بابن يحيى محمد

فقلت فهلا متما عند موته ... فقد كنتما عبديه في كل مشهد

فقالا أقمنا كي نعزى بفقده ... مسافة يوم ثم نتلوه في غد

في إفادة جود ابن يحيى ومجده فعلى ما ترى من الظهور.

واعلم أن التعريض تارة يكون على سبيل الكناية وأخرى على سبيل المجاز، فإذا قلت آذيتني فستعرف وأردت المخاطب إنسانا آخر معتمدا على قرائن الأحوال كان من القبيل الأول وإن لم ترد إلا غير المخاطب كان من القبيل الثاني فتأمل، وعلى هذا فقس وفرع إن شئت فقد نبهتك. واعلم أن أرباب البلاغة وأصحاب الصياغة للمعاني مطبقون على أن المجاز أبلغ من الحقيقة وأن الاستعارة أقوى من التصريح بالتشبيه وأن الكناية أوقع من الإفصاح بالذكر والسبب في أن المجاز أبلغ من الحقيقة هو ما عرفت أن مبنى المجاز على الانتقال من الملزوم على اللازم فأنت في قولك رعينا الغيث

<<  <   >  >>