ومنه الجمع مع التفريق، وهو أن تدخل شيئين في معنى واحد وتفرق جهتي الإدخال كقوله:
قد اسود كالمسك صدغا ... وقد طاب كالمسك خلقا
فإنه شبه الصدغ والخلق بالمسك ثم فرق بين وجهي المشابهة كما ترى.
ومنه الجمع مع التقسيم، وهو أن تجمع أمورا كثيرة تحت حكم ثم تقسم أو تقسم ثم تجمع مثال الأول قول المتنبي:
الدهر معتذر والسيف منتظر ... وأرضهم لك مصطاف ومرتبع
للسبي ما نكحوا والقتل ما ولدوا ... والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا
فإنه جمع في البيت الأول أرض العدو وما فيها في كونها خالصة للممدوح وقسم في الثاني، ومثال الثاني قول حسان رضي الله عنه:
قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم ... أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
سجية تلك منهم غير محدثة ... أن الخلائق فاعلم شرها البدع
فإنه قسم في البيت الأول حيث ذكر ضرهم للأعداء ونفعهم للأولياء ثم جمع في الثاني فقال سجية تلك.
ومنه الجمع مع التفريق والتقسيم، كما إذا قلت:
فكالنار ضوءا وكالنار حرا ... محيا حبيبي وحرقة بالي
فذلك من ضوءه في اختيال ... وهذا لحرقته في اختلال
ولك أن تلحق بهذا القبيل قوله عز سلطانه " يوم يأت لا تكلم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute