نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد فأما الذين شقوا ففي النار " الآية " وأما الذين سعدوا ففي الجنة " ومنه الإيهام، وهو أن يكون للفظ استعمالان قريب وبعيد فيذكر لإيهام القريب في الحال على أن يظهر ان المراد به البعيد كقوله:
حملناهم طرا على الدهم بعد ما ... خلعنا عليهم بالطعان ملابسا
أراد بالحمل على الدهم تقييد العدا فأوهم إركابهم الخيل الدهم كما ترى، وقوله سبحانه " الرحمن على العرش استوى " وقوله " والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه وأكثر المتشابهات من هذا القبيل. ومنه تأكيد المدح بما يشبه الذم كقوله:
هو البدر إلا أنه البحر زاخرا ... سوى أنه الضرغام لكنه الوبل
ومنه التوجيه، وهو إيراد الكلام محتملا لوجهين مختلفين كقول من قال للأعور ليت عينيه سواء، وللمتشابهات من القرآن مدخل في هذا النوع باعتبار.
ومنه سوق المعلوم مساق غيره ولا أحب تسميته بالتجاهل كقوله:
أذاك أم نمش بالوشي أكرعه ... أذاك أم خاضب بالسبي مرتعه
وقولها:
أيا شجر الخابور مالك مورقا ... كأنك لم تجزع على ابن طريف