وقوله سبحانه وتعالى " وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين " ومنه الاعتراض: ويسمى الحشو، وهو أن تدرج في الكلام ما يتم المعنى بدونه كقول طرفة:
فسقى ديارك غير مفسدها ... صوب الربيع وديمة تهمى
فأدرج غير مفسدها، وكما قال النابغة:
لعمري وما عمري علي بهين ... لقد نطقت بطلا على الأقارع
فأدرج وما عمري علي بهين وكما قال ابن المعتز:
إن يحيى لا يزال يحيى صديقي ... وخليلي من دون هذه الأنام
فأدرج لا زال يحيى وكما قال عز قائلا " فإن لم تفعلواً ولن تفعلواً فاتقوا النار " فقوله ولن تفعلواً اعتراض، وكما قال " فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم " فقوله وإنه لقسم لو تعلمون عظيم اعتراض وقوله لو تعلمون اعتراض في اعتراض.
ومنه الاستتباع، وهو المدح بشيء على وجه يستتبع مدحا آخر كقوله:
نهبت من الأعمار ما لم حويته ... لهنئت الدنيا بأنك خالد
ألا تراه كيف مدحه بالشجاعة على وجه استتبع مدحه بكمال السخاء وجلال القدر من وجه آخر ويوضح لك ما ذكرت إذا قسته على قولك نهبت من الأعمار ما لو اجتمع لك لبقيت مخلدا.