٧٩١- أخبرنا [به] أبو علي الحداد -رحمه الله- في غير موضع، ثنا أبو نعيم، ثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسن بن الطيب، ثنا وهب بن بقية، ثنا إسحاق بن يوسف، عن سلمة بن نبيط، (ح) وأخبرنا أبو بكر محمد بن أبي القاسم القرآني، وأبو غالب ⦗٤٠٠⦘ الكوشيذي قالا: أنا أبو بكر بن ريذة، (ح) وأخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم قالا: ثنا الطبراني، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا عبد الله بن داود، ثنا سلمة بن نبيط، عن نعيم بن أبي هند، عن نبيط بن شريط، عن سالم بن عبيد -رضي الله عنه- قال: أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فأفاق فقال: ((حضرت الصلاة؟)) فقلت: نعم، فقال:((مروا بلالاً فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس)) فقالت عائشة -رضي الله عنها-: إن أبي رجل أسيف فلو أمرت غيره فليصل بالناس، ثم أغمي عليه فأفاق، فقال:((هل حضرت الصلاة؟)) قلت: نعم، قال:((مروا بلالاً فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس)) فقالت عائشة -رضي الله عنها-: إن أبي رجل أسيف فلو أمرت فيصلي بالناس. فقال:((أنتن صواحبات يوسف)) فأمر بلالاً فأذن وأمر أبا بكر فصلى بالناس، ثم أغمي عليه، فأفاق، فقال:((أقيمت الصلاة؟)) قلت: نعم، قال:((ائتوني بإنسان أعتمد عليه)) فجاء بريدة وإنسان آخر، فاعتمد عليهما فأتى المسجد، فدخل وأبو بكر -رضي الله عنه- قائم يصلي بالناس، فذهب أبو بكر يتنحى فمنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجلس إلى جنب أبي بكر حتى فرغ من صلاته، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر -رضي الله عنه-: لا أسمع رجلاً يقول: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ضربته بالسيف، فأخذ -يعني أبا بكر- رضي الله عنه بذراعي فاعتمد علي وقام يمشي حتى جئنا فقال: أوسعوا، فأوسعوا له، فأكب عليه ومسه، وقال:{إنك ميت وإنهم ميتون} ، قالوا: يا صاحب رسول الله [مات رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، فعلموا أنه كما قال، قالوا: يا صاحب رسول الله] أنصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قالوا: كيف نصلي عليه؟ قال: يدخل قوم فيكبرون ويدعون ويصلون، ثم ينصرفون، ويجيء آخرون حتى يفرغوا، قالوا: يا صاحب رسول الله، أيدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قالوا: وأين يدفن؟ قال: حيث قبض، فإن الله عز وجل لم يقبضه إلا في بقعة طيبة، فعلموا أنه كما قال، ثم قام، فقال: عندكم صاحبكم، فأمرهم يغسلونه، ثم خرج واجتمع المهاجرون يتشاورون، فقالوا: انطلقوا إلى إخواننا من الأنصار فإن لهم في هذا الأمر نصيباً، فانطلقوا، فقال رجل من الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، فأخذ عمر بيد أبي بكر -رضي الله عنهما- فقال: أخبروني من له الثلاثة: {ثاني اثنين إذ هما في الغار} من هما؟، {إذ يقول لصاحبه لا تحزن} من صاحبه؟ {إن الله معنا} ، فأخذ بيد أبي بكر ⦗٤٠١⦘ فضرب عليها، وقال للناس: بايعوه فبايعوه، بيعة حسنة جميلة.
هذا لفظ رواية ابن ريذة وفيه ألفاظ غيرها أفصح منها، ورواية الآخرين مختصرة ورواه حميد بن عبد الرحمن عن سلمة بن نبيط، ورواه يونس بن بكير عن سلمة عن أبيه، لم يذكر نعيماً، ورواه سلمة بن كهيل عن نعيم عن سالم، لم يذكر نبيطاً.