وما يطلب من الأدب في حضرة القرآن الكريم كما صرحت الآية:
فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا فيستحب له التدبر، والتخشع، والبكاء الذي أثنى الله تعالى على أهله، والكف عما يشغل الذهن ليكون محل تنزل الرحمة المرجوة من فضل الله تعالى.
[٢ - استحباب طلب القراءة الطيبة]
ولعظمة فضل الاستماع لقراءة القرآن، وقد جعلها الله تعالى سببا لرحمته لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ قال الحنفية: إن استماع القرآن أفضل من قراءة الإنسان القرآن بنفسه، لأن الاستماع واجب، وقراءة القرآن خارج الصلاة ليست واجبا.
واتفقوا على أنه يستحب أن يطلب المسلم القراءة ممن يحسن قراءة القرآن مع حسن الصوت. وقد كان جماعات من السلف رضوان الله عليهم يطلبون من أصحاب القراءة بالأصوات الحسنة أن يقرءوا وهم يستمعون، وهذا متفق على استحبابه وهو من عادة الأخيار المتعبدين، وعباد الله الصالحين».
وهو سنة ثابتة عن أفضل النبيين صلى الله عليه وسلم. فقد أخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «اقرأ عليّ» قلت:
يا رسول الله اقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال:«نعم». (وفي لفظ آخر عندهما:
«إني أحبّ أن أسمعه من غيري .. »). فقرأت سورة النّساء، حتى أتيت إلى هذه الآية: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً قال:
حسبك الآن. فالتفتّ إليه، فإذا عيناه تذرفان» صلى الله عليه وسلم.
وقد وقع استماع النبي صلى الله عليه وسلم القرآن من أصحابه كثيرا، فاحرص عليه.
[آداب ختم القرآن]
١ - يسنّ ختم القرآن كل أسبوع
، كما كان عليه أهل النشاط من الصحابة والتابعين، ولا يزيد على شهر. قال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو: «اقرأ القرآن في