إن أول ما نزل من القرآن الكريم هو صدر سورة العلق: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ.
وذلك كما ثبت في حديث السيدة عائشة الذي أخرجه البخاري ومسلم.
لكن هذا قد يشكل بما أخرجه الشيخان (١) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: «سألت جابر بن عبد الله أي القرآن أنزل قبل؟ قال: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ فقلت: أو اقْرَأْ فقال جابر أحدثكم ما حدثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «جاورت بحراء شهرا فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت بطن الوادي، فنوديت، فإذا هو جبريل، فأخذتني رجفة، فأتيت خديجة فأمرتهم فدثروني، فأنزل الله: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ».
وقد اغتر بهذه الرواية بعض أهل العلم، وجعل صدر سورة المدثر أول ما نزل من القرآن.
(١) البخاري في بدء الوحي ج ١ ص ٣ - ٤ وتفسير سورة المدثر ج ٤ ص ١٦١ - ١٦٣ وتفسير سورة اقرأ ج ٤ ص ١٧٤. ومسلم ج ١ ص ٩٨ - ٩٩.