الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعد:
أولًا: تعريف الجهاد:
الجهاد والمجاهدة: استفراغ الوسع في مدافعة العدو.
أقسام الجهاد:
قال ابن القيم -رحمه الله-: أقسام الجهاد أربعة: جهاد النفس، وجهاد الشيطان، وجهاد الكفار، وجهاد المنافقين. وجهاد النفس هو الجهاد الأكمل، قال تعالى:{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى}(النازعات: ٤٠) ويقع جهاد المرء نفسه بمنع النفس عن المعاصي، وبمنعها من الشبهات، وبمنعها من الإكثار من الشهوات المباحة؛ لتتوفّر لها في الآخرة، ولئلَّا يعتاد الإكثار فيألفه، فيجرّه إلى الشبهات، فلا يأمَنُ أن يقع في الحرام.
جهاد شيطان: لما كان الشيطان عدوًّا مبينًا للإنسان منذ خلق الله -عز وجل- هذا الإنسان، فقد أمرنا الله -عز وجل- أن نتخذه عدوًّا، يقول الله -عز وجل-: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّ ا}(فاطر: ٦)، ومن ثَمَّ وجبت مجاهدته؛ لأن ذلك يمهّد السبيل أمام الإنسان لكي يجاهد نفسه، وهي عدوه الداخل، ويجاهد الكفار والمنافقين وهذه عداوة الخارج، ولا يمكن جهادهما إلّا بمجاهدة الشيطان والتصدي له، وتعني هذه المجاهدة دفع ما يأتي به من الشبهات، وما يزينه من الشهوات.
ولجهاد الشيطان كما يقول ابن القيم مرتبتان:
الأولى: على دفع ما يلقي إلى العبد من الشبهات والشكوك.
المرتبة الثانية: جهاده على ما يلقي إليه من الإرادات الفاسدة والشهوات.