للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن فروع هذا التوحيد أن فرعون وقومه كاملو الإيمان، عارفون بالله على الحقيقة، ومن فروعه أن عباد الأصنام على الحق والصواب، وإنهم إنما عبدوا الله لا غيره، ومن فروعه أنه لا فرق في التحريم والتحليل بين الأم والأخت والأجنبية، ولا فرق بين الماء والخمر والزنا والنكاح، الكل من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحدة، ومن فروعه أن الأنبياء ضيقوا على الناس. تعالى الله عما يقولون.

[الإيمان بالقدر]

جـ- الإيمان بالقدر:

عن أبي هريرة قال: ((كان النبي -صلى الله عليه وسلم- بارزًا يومًا للناس، فأتاه رجل فقال: ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث. قال: ما الإسلام؟ قال: الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان. قال: ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

قال: متى الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل، وسأخبرك عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربها، وإذا تطاول رعاة الإبل البُهم في البنيان، في خمس لا يعلمهن إلا الله، ثم تلا النبي -صلى الله عليه وسلم-: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} (لقمان: ٣٤) ثم أدبر، فقال: ردّوه، فلم يروا شيئًا فقال: هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم)). قال أبو عبد الله: "جَعل ذلك ملة من الإيمان". انظر (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) لابن حجر العسقلاني، كتاب الإيمان، باب: سؤال جبريل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان والإسلام والإحسان، جزء ١ ص ١٤١ طبعة دار المنار.

<<  <   >  >>