الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
أقسام التوحيد:
أ- التفريق بين الوحدانية والتوحيد من حيث اللغة:
يقال في اللغة: وَحِد بكسر الحاء، ووَحُد بضم الحاء، أي: صار منفردًا، إذ أصل الوحدة الانفراد، أو كما يقول الراغب -رحمه الله: هي الشيء الذي لا جزء له ألبتة. انظر (المفردات) للراغب الأصفهاني مادة وَحَد ص ٥١٤.
ويُقال: وَحَّده توحيدًا، أي: جعله واحدًا أو عَدَّه واحدًا. والواحد: مشترك لفظي يطلق على الله تعالى، مع ملاحظة الفارق بين الوَحدة في الحالين، فالوَحدة في جانب الخلق جميعًا عارضة تقبل التحول، بل قد تكون ادّعائية، كقولهم: فلان واحد دهره، أو نسيج وحده.
أما الوَحدة في جانب الخالق جل شأنه فهي أصلية غير عارضة ولا مُدَّعاة، وهي حقيقة يقينية لا تقبل التحول والانتقال، وقد أحسن الراغب -رحمه الله- حين قال بعد أن بيّن استعمالات لفظ الواحد قال:"والوَحدة في كلها عارضة، وإذا وُصف الله بالواحد فمعناه هو الذي لا يصح عليه التجزّي ولا التكثّر". انظر المرجع السابق ص ٥١٥.
ولفظ أحد مشترك لفظي كذلك، لكنه إذا وقع وصفًا فلا يكون إلا لله تعالى؛ لأنه أكمل من الواحد كما قال أبو حاتم. انظر (الإتقان في علوم القرآن) للسيوطي: النوع الأربعون: في معرفة الأدوات التي يحتاج إليها المفسر جزء ١ ص ١٤٦.