وروى الحافظ أبو بكر البيهقي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:((يُؤتَى بابن آدم يوم القيامة، فيوقف بين كِفتي الميزان، ويوكل به ملك، فإن ثقل ميزانه نادَى الملك بصوت يُسمِعُ الخلائقَ: سعِد فلان سعادةً لا يشقى بعدها أبدًا. وإن خَفَّت ميزانه نادى الملك بصوت يُسمع الخلائق: شقي فلانٌ شقاوةً لا يسعد بعدها أبدًا)) أخرجه أبو نعيم في (الحلية).
فعلى هذا لا يلتفت إلى ملحد ومعاند يقول: الأعمال أعراض لا تقبل الوزن، وإنما يقبل الوزن الأجسام، فإن الله تعالى يقلب الأعراض أجسامًا، روى الإمام أحمد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((يؤتى بالموت كبشًا أغبر -أي: يغلب بياضُه على سوادِه- فيوقف بين الجنة والنار، فيقال: يا أهل الجنة، فيشرئبُّون وينظرون، ويرون أن قد جاء الفرج، فيذبح ويقال: خلود لا موت)) أخرجه أحمد ورواه البخاري بمعناه، فثبت بذلك وزن الأعمال والعامل وصحائف الأعمال، وثبت أن الميزان له كفتان.
[أدلة أن الجنة والنار موجودتان، وأهوال يوم القيامة]
الجنة والنار مخلوقتان:
اتفق أهل السنة على أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الآن.
الأدلة من الكتاب والسنة على أن الجنة والنار مخلوقتان:
الأدلة من نصوص الكتاب:
قوله تعالى عن الجنة:{أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين}(آل عمران: ١٣٣). وقوله تعالى:{أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ}(الحديد: ٢١) وقوله تعالى عن النار: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِين}(آل عمران: ١٣١) وقوله تعالى: {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلْطَّاغِينَ مَآبًا}(النبأ: ٢١ - ٢٢).