صدق دعوة الأنبياء، وبيان أن إنكار الرسالة طعن في الرب سبحانه
دلائل صدق الأنبياء -عليهم السلام- في دعواهم، وتبليغ رسالة الله -سبحانه وتعالى- إلى الناس:
من هذه الدلائل أن الرسل أخبروا الأمم بما سيكون من انتصارهم، وخذلان أولئك -أي: الأعداء- وبقاء العاقبة لهم. ومنها:
ما أحدثه الله لهم من نصرهم وإهلاك عدوهم إذا عرف الوجه الذي حصل عليه كغرق فرعون، وغرق قوم نوح، وبقية أحوالهم عرف صدق الرسول وصدق الرسل أجمعين -عليهم السلام-.
ومن هذه الدلائل أيضًا: أن من عرف ما جاء به الرسل من الشرائع وتفاصيل أحوالها تبين له أنهم أعلم بالخلق، وأنه لا يحصل مثل ذلك من كذاب جاهل، وأن فيما جاءوا به من الرحمة والمصلحة والهُدى والخير، ودلالة الخلق على ما ينفعهم، ومنع ما يضرهم ما يبين أن ادعاء الرسالة، وأن الإتيان بالشريعة من عند الله لا يصدر إلا عن راحم بار يقصد غاية الخير والمنفعة للخلق.
يعني: الرسل شرائعهم تدل على صدقهم في أنهم رسل من عند الله -سبحانه وتعالى- حيث إن الشريعة مصدر الخير، مصدر السعادة، مصدر الحلول لكل المشكلات، فإذن دلائل نبوة الأنبياء متنوعة وكثيرة، وأنها لا تقتصر على المعجزات فقط، نعم المعجزات إحدى الدلائل التي تدل على صدق النبي -صلى الله عليه وسلم- لكن دلائل صدقهم غير محصورة في هذا المعنى.